responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 49

للأسرة كمسؤولة عن رعاية وحماية وتربية الأولاد، فالرجل موظف بمعاملة المرأة بلطف ورقّة، وهو مسؤول عن الإنفاق عليها والوفاء بحقوقها، حيث أن الرجل الأب يحتل موقع القيادة والقيمومة التي جاءت في قوله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَآءِ، وهذه القيمومة ليست أمراً مفروضاً أو دخيلًا، بل إنها تجسيد للفطرة والغريزة المنسجمة وطبيعة التكوين الأسري، حيث تبعث على الرضا والطمأنينة والسكينة بين أعضاء الخلية الاجتماعية الأولى.

إن هذه القيمومة هي التي تثير الإحساس وتدفع بالرجل إلى التضحية بأعز ساعات نومه وراحته، وإلى النهوض وظلمة الليل لا تزال تخيّم على الأفق، فتراه يخرج في البرد القارص وربما أثناء هطول المطر والثلج، طلباً للرزق ولقمة العيش، في كد وكدح وبذل الجهد طيلة ساعات النهار، وهذا كلّه انطلاقاً من الشعور بالمسؤولية تجاه عائلته، فهو المحكوم أوّلًا وآخراً بتوفير الرزق والأمن، وهما العاملان الأساسيان في مصداقية الحياة للأسرة ..

وهذه الفطرة والسنّة الإلهية لا تجدها مقتصرة على ابن آدم، بل هي تعم معظم الكائنات الحيّة .. فالأمومة والأبوة تلحظها في سيرة جميع الحيوانات ولو لمدة زمنية محدودة. فالله سبحانه وتعالى قد ألهم الكائنات فطرة من شانها تنظيم واقع وشؤون الأسرة، ولا يمكن بحال من الأحوال إلغاء هذا الإلهام السماوي والاستعاضة عنه بنحو آخر ببساطة، إذ الأمر ليس هيناً كما يتصور البعض، فالتغيير والتبديل القهري المناقض لفطرة الإنسان وطبيعته الغريزية يكلّف فرضُه الكثير من الخسائر، حيث تكون على حساب كرامة الإنسان وحريته. بل ويخرجه من عالم الآدمية إلى دنيا أحط وأردأ من الحيوانيّة.

اسم الکتاب : فاطمة الزهراء عليها السلام قدوة الصديقين المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 49
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست