responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 13

اختلفت على الأمة الإسلامية التيارات الفكرية المتناقضة- يمارسون آخر محاولاتهم لتمويه الحقائق وإثبات المتناقضات، ويعالجون الأحداث السياسية على ضوء سياسة أسلافهم المنحرفين، والعجيب من أمرهم أنَّهم في تلك الحقبة كانوا يُبدِّلون أزياء الخلافة كما تتبدل السنين، فلا تكاد تقبل سنة جديدة على الناس إلَّا بخليفة جديد؛ لأن الأمة تلفظهم وتأبى الخضوع لسيادتهم الباطلة.

في هذا العصر- بالذّات- قاسى الإمام الباقر عليه السلام من ظلم الأمويين الشيء الكثير، لأنه كان مأوى الحق وأهله ومركز المضطهدين، الذين عارضوا سياسة الأمويين كما يتبيَّن ذلك من سيرته المقدسة.

أما الشيعة فقد ابْتُلوا بلاءً عظيماً من جرَّاء الظلم الأموي، كما بيَّن الإمام الباقر عليه السلام حين قال:

«ثُمَّ جَاءَ الحَجَّاجُ فَقَتَلَهُمْ

- يعني الشيعة-

كُلَّ قَتْلَةٍ، وَأَخَذَهُمْ بِكُلِّ ظِنَّةٍ وَتُهَمَةٍ، حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيُقَالُ لَهُ زِنْدِيقٌ أَوْ كَافِرٌ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ أَنْ يُقَالَ شِيعَةُ عَلِي عليه السلام» [1].

ولأن الخليفة الأموي أراد إثبات سلطته على الإمام الباقر عليه السلام واستعراض قوته أمامه- مثلما يصنعه الحاكم السياسي الظالم اليوم بمن يعارضه في الأمر- قام باستدعائه إلى الشام، فسافر الإمام عليه السلام إليها مصطحباً ولده العزيز.


[1] بحار الأنوار، ج 44، ص 68.

اسم الکتاب : الإمام الصادق عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست