responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الباقر عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 8

ولو كانوا كلهم في قمة السلطة لقال الناس: إن مسيرتهم تخص أولي السلطة فحسب، فما لنا والدخول في شأن السلاطين.

على أن بعضهم لا يزال يحاول التنصُّل من اتِّباع الأنبياء والأوصياء والصالحين، بزعم أنهم ليسوا ببشر، وبالتالي فهو لا يمكنه أن يتَّبع هداهم، أَوَيَقْدِرُ أحدُنا أن يتمثل شخصيَّة الملائكة؟!

إلَّا أن ما نزل بأنبياء الله وأوصيائهم من الضنك والأذى، وما تعرضوا له من السجن والتعذيب والتهجير والخوف وحتى القتل والأسر والتشهير؛ كل ذلك دليل كونهم بشراً أمثالنا مُيِّزُوا بالوحي والعزم والاعتصام بحبل الله، وقال ربنا سبحانه:

قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ [1].

وقال: قَالَتْ لَهُمْ رُسُلُهُمْ إِنْ نَحْنُ إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَمُنُّ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَمَا كَانَ لَنَا أَنْ نَأْتِيَكُمْ بِسُلْطَانٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ [2].

ولعل هذه الحكمة كانت أيضاً وراء إذن الله سبحانه بتعرض أوليائه لبعض الأذى، لكيلا يرفعهم الناس إلى مستوى الألوهية فيهلكوا، ولكي يرفع الله به درجاتهم عنده، ولكيلا يترك الدِّينَ البسطاءُ من الناس فراراً من الأذى.

ونحن إذ نشرع في الاستضاءة بسيرة الإمام الخامس من أئمة أهل البيت عليهم السلام، والعلم السابع من قدوات الأئمة المعصومين عليهم السلام بجوار مقام السيدة زينب في الشام؛ نسأل الله أن يُتِمَ نورنا به، ويجعلنا من أشد تابعيه تمسُّكاً وأحسنهم عاقبة .. إنه ولي التوفيق.


[1] سورة الكهف، الآية: 110.

[2] سورة إبراهيم، الآية: 11.

اسم الکتاب : الإمام الباقر عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 8
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست