responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60

إرشادهم وتوجيههم، وبذلك يستطع أن يشقّ طريقه إلى إرشاد الأمة وتوجيهها، حيث كان الأنصار وأولادهم هم القدوة الفكرية للأمة، فَمَنْ ملك قيادة الأنصار ملك قيادة الأمة فعلًا.

الشهادة: العاقبة الحسنى:

لقد دعت سياسة الإمام الرشيدة ومكانته المتنامية في الأمة معاوية إلى أن يشك في قدرته على مناوأته، واستئثاره- من ثم- بقيادة الأمة، حيث إنه ما خطا خطوة تُخالف قِيَمَ الحق أو مصالح الأمة، إلَّا وعارضه الإمام واتَّبعته الأمة في ذلك، ففشلت مساعي معاوية وخابت آماله، فدبَّر حيلة كانت ناجحة إلى أبعد الحدود، تلك هي الفتك بحياة الإمام عليه السلام عن طريق سمٍّ بعثه إلى زوجته. وقد سبق القول في أن منطق معاوية كان يبرّر له كلّ جريمة، وكان له جنود من عسل على حدّ تعبيره، فإذا كره من فرد شيئاً بعث إليه عسلًا ممزوجاً بالسمّ فيقتله بذلك.

وقد فعل مثل ذلك بالإمام الحسن عليه السلام مرات عديدة، فلم يُؤثر فيه، وباءت مساعيه بالفشل. إلا أنه ذات مرة بعث إلى عاهل الروم يطلب منه سمًّا فتَّاكاً، فقال ملك الروم: إِنَّهُ لَا يَصْلُحُ لَنَا فِي دِينِنَا أَنْ نُعِينَ عَلَى قِتَالِ مَنْ لَا يُقَاتِلُنَا، فراسله معاوية يقول: إِنَّ هَذَا ابْنُ الرَّجُلِ الَّذِي خَرَجَ بِأَرْضِ تِهَامَةَ- يعني رسول الله صلى الله عليه واله- خَرَجَ يَطْلُبُ مُلْكَ أَبِيهِ وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَدُسَّ إِلَيْهِ مَنْ يَسْقِيهِ ذَلِكَ فَأُرِيحَ الْعِبَادَ وَالْبِلَادَ مِنْه.

فبعث ملك الروم إلى معاوية بالسمّ الفتاك الذي دسه إلى الإمام عليه السلام عن طريق جعدة الزوجة الخائنة التي كانت تنتمي إلى أسرة فاجرة، حيث اشترك أبوها في قتل أمير المؤمنين وأخوها في قتل الإمام

اسم الکتاب : الإمام الحسن عليه السلام: قدوة و أسوة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 60
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست