responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 73

2- أن النظرية تعتقد أن النفس تسير في نمو ذاتي حتى تصل إلى العلم، وهذا يشبهها بنظرية أفلاطون في أنها تجعل العقل وليدًا طبيعيًّا للنفس ضمن حركة جوهرية تكاملية. ومن حقنا أن نسأل إذا كانت حركة النفس إلى أعلى بصورة مستمرة فكيف تنتكس حتى لا تعلم بعد علم شيئًا، وكيف ينسى البشر أشياء عرفها، وكيف لا يعلم أشياء يجهلها بصورة طبيعية، بل يكون محتاجًا إلى المعلم؟.

والواقع أن نظرية أرسطو الانتزاعية لم تثبت للنقد بعد أن تعرَّضت له من قبل الفلاسفة الغربيين، منذ روجر بايكون [1] وإلى جون لوك. ونحن بغنى عن استعراض انتقاداتهم بعد ما سبق أن أشرنا إليه في تقرير النظرة الإسلامية المتوازنة الشاملة.

النظرية الحسية التجريبية:

(النظرية الحسية التجريبية) هي النظرية السائدة على العالم المادي المعاصر، وكان أول مبشر بها في الفترة الأخيرة (جون لوك) الفيلسوف الإنجليزي، الذي ظهر في جو مشبع بالأفكار الديكارتية العقلية.

ثم تبنتها فلسفات أخرى، وبينها النظرية المثالية والماركسية. يقول جورج بوليتيريز: «ما هي نقطة البدء في الشعور أو الفكر؟. إن مصدر الإحساسات ما يعالجها الإنسان بدافع من احتياجاتها الطبيعية» [2].

ويقول ماوتسي تونغ: «إن مصدر كل معرفة يكمن في إحساسات أعضاء الحس الجسمية في الإنسان، للعالم الموضوعي الذي يحيطه» [3].

وهذه النظرية تتلخص في نقطتين:

1- ليس للذهن البشري من ممون سوى الإحساس، فهو المصدر الوحيد لكل المفاهيم والتصورات. ومن هنا فليس للذهن إبداع تصورات جديدة.

2- وأن التجربة، وهي نوع من الإحساس، هي المصدر الوحيد للعلوم الإنسانية،


[1] روجر بايكون (1214- 1294 م)، ويعرف أيضاً باسم (Doctor Mirabilis أي: (المعلم المذهل) باللاتينية، كان فيلسوفاً إنجليزيًّا وراهبًا فرانسيسكيّا، وهو الذي وضع التأكيد على التجربة. ويشكر أحياناً على إنجازه كأول أوروبي يضع قوانين المنهج العلمي، وقد أثرت أعمال أفلاطون عليه عندما رأى العلوم الإسلامية.

[2] المادية والمثالية في الفلسفة، ص.

[3] المادية والمثالية في الفلسفة، ص-.

اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 73
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست