responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 312

الملاحظات:

حقًّا إن لم يكن هناك رب، ولم يكن جزاء، ولم يكن العقل أكثر من محصول أعلى للمادة، ولم يكن هناك حق وباطل وخير وشر أبديين (كما يقول الماديون) كان ما رأى نيتشه هو الحق. (وهذا بالفعل هو الذي تراه الدول الكبرى- عملًا- بالنسبة إلى الدول الصغرى).

وليس ما يفعله فريق من الماديين من التظاهر بالعدالة الاجتماعية والمساواة وإعانة الضعفاء إلَّا خداعًا ومكرًا.

إن أرادت البشرية أن تعيش في ظل القيم السامية والعدالة و الحرية والمساواة وحفظ حقوق الضعفاء، وإن كانت تريد السعادة الحقة فلا بد لها أن تلوذ بحمى الدين والمذهب الحق.

ويستخدم الإيمان بالله واليوم الآخر وسيلة لتطبيق هذه المُثُل وإلَّا فليس من المعقول أن ينتظر من القاعدة المادية إلَّا البناء المادي المصلحي، الذي لا يرى الفرد بموجبه إلَّا نفسه فقط.

والواقع أن الخُلُق الرفيع والعقيدة بالمذهب الحق توأمان لا ينفصلان، وكلاهما من نتائج الوجدان النقي .. أليس كل منا يشعر في واقعه أنه يحب العدل والمساواة وينزجر من الظلم والتفاوت؟.

أجل، حتى هابر ونيتشه، حينما ينزلون من برج خرافاتهم إلى ساحة الواقع لابد لهم من الاعتراف بأن الذي يرحم الضعفاء ويلتزم بالوفاء والصدق والطهارة أفضل من غيره ألف مرة ومرة.

آراء اشتراكية:

خلال القرن التاسع عشر ظهر في أوروبا بعض مَنْ سُمُّوا بالحكماء والفلاسفة من دون أن يكون لديهم ما يستحقون به هذه التسمية .. نادوا بالإصلاح عن طريق الاشتراكية، ويُذكر من بينهم: فورييه [1]، وسن سيمون [2]، ويرودن [3].


[1] كان يرى لزوم تجمع الناس في كوادر صغيرة (عدد أفرادها 100 شخص) ويختار كل فرد منهم ما يناسبه من العمل بحسب المهن .... راجع: موسوعة الفلسفة، ج، ص.

[2] كان يرى لزوم إبطال الثورات والالتزام بتعيين الدولة العمل للأفراد بمقتضى كفاءاتهم، وتُعين لهم مقدار معاشهم. أنظر: موسوعة الفلسفة، ج، ص.

[3] كان يعتقد بأن على الناس أن يجتمعوا بحريتهم في مكان ليقسموا بين أنفسهم العمل، ويكون التبادل بالحاجات وليس بالنقد، ولم يكن يرى حاجة إلى الدولة.

اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 312
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست