responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 13

وَ هامانَ وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مُوسى بِالْبَيِّناتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي اْلأَرْضِ وَ ما كانُوا سابِقينَ [1].

ثم يُذكِّرنا بعاقبتهم، وهي- بالطبع- عبرة لكل ملحد لا يؤمن بربه ويستكبر في الأرض بغير حق. يقول ربنا سبحانه: فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِبًا وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ اْلأَرْضَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَ ما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [2].

بصائر القرآن في معرفة النفس:

ويتعرَّض البشر لحالات الشدة والرخاء، والمرض والعافية، الفقر والغنى، ويُعطيه المنهج القرآني في التوحيد البصائرَ الكافية لتفسير هذه الحالات المختلفة، ليُريَهُ الله آياته في نفسه وليتذكَّر ربه العظيم ويقنت له ويتضرع إليه؛ فيكشف ما به من ضُرٍّ، ويهديه إلى صراط مستقيم. وهكذا تتحوَّل الحالات المختلفة للنفس البشرية إلى مدرسة إلهية تُعلِّم طلَّابها التوحيد بفضل منهج القرآن، لهذا يقول ربنا سبحانه: وَ إِذا مَسَّ النّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنيبينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَريقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ [3].

من خلال تبصير الإنسان بمواقع ضعفه وعجزه، وتذكيره بأيام تضرعه إلى ربه، يثير القرآن فطرة التوحيد في النفس البشرية، ويقول ربنا سبحانه: قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُماتِ الْبَرِّ وَ الْبَحْرِ تَدْعُونَهُ تَضَرُّعًا وَ خُفْيَةً لَئِنْ أَنْجانا مِنْ هذِهِ لَنَكُونَنَّ مِنَ الشّاكِرينَ (63) قُلِ اللّهُ يُنَجِّيكُمْ مِنْها وَ مِنْ كُلِ كَرْبٍ ثُمَّ أَنْتُمْ تُشْرِكُونَ (64) قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَ يُذيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ اْلآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ [4].

وهكذا نرى المنهج القرآني الأمثل يُذكِّرنا بالله من خلال بصائره في فهم المخلوقات، وفي وعي التاريخ، وفي معرفة النفس.

وهكذا يُحيط بالمؤمن نور التوحيد عبر كل أفق، فيقول ربنا: سَنُريهِمْ آياتِنا فِي اْلآفاقِ وَ في أَنْفُسِهِمْ حَتّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَ وَ لَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلى كُلِ شَيْءٍ شَهيدٌ [5].


[1] سورة العنكبوت، آية: 38- 39.

[2] سورة العنكبوت، آية: 40.

[3] سورة الروم، آية: 33.

[4] سورة الأنعام، آية: 63- 65.

[5] سورة فصلت، آية: 53.

اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 13
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست