ثم يُذكِّرنا بعاقبتهم، وهي- بالطبع- عبرة لكل ملحد لا يؤمن بربه ويستكبر في الأرض بغير حق. يقول ربنا سبحانه: فَكُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنا عَلَيْهِ حاصِبًا وَ مِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَ مِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنا بِهِ اْلأَرْضَ وَ مِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنا وَ ما كانَ اللّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَ لكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ[2].
بصائر القرآن في معرفة النفس:
ويتعرَّض البشر لحالات الشدة والرخاء، والمرض والعافية، الفقر والغنى، ويُعطيه المنهج القرآني في التوحيد البصائرَ الكافية لتفسير هذه الحالات المختلفة، ليُريَهُ الله آياته في نفسه وليتذكَّر ربه العظيم ويقنت له ويتضرع إليه؛ فيكشف ما به من ضُرٍّ، ويهديه إلى صراط مستقيم. وهكذا تتحوَّل الحالات المختلفة للنفس البشرية إلى مدرسة إلهية تُعلِّم طلَّابها التوحيد بفضل منهج القرآن، لهذا يقول ربنا سبحانه: وَ إِذا مَسَّ النّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنيبينَ إِلَيْهِ ثُمَّ إِذا أَذاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً إِذا فَريقٌ مِنْهُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ[3].