responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 117

الفلسفة الميكانيكية

تتلخص فلسفة المادية الميكانيكية في عبارة ديكارت: أن الكون مكينة كبيرة .. تفسيرًا لهذه العبارة يجب أن نثبت عدة نقاط:

1- أن الميكانيكية ترى ضرورة سبب خارجي لأيَّة حادثة، بل إن طبيعة هذه الفلسفة تقتضي وجود علة خارجية لكل أمر حادث، ولكل حركة حادثة، ولهذا تختلف الفلسفة الميكانيكية عن الفلسفة الديالكتيكية- بصياغتها الماركسية الأخيرة- في أن الميكانيكي يُعيد كل صيرورة إلى سبب خارج الذات، والديالكتيك يُرجعها إلى داخل الذات.

وقد سبق القول: إن الديالكتيك لا تستطيع، بل لا تريد في صياغتها الصحيحة، نسف مبدأ السبب الخارجي؛ لأنه مبدأ فطري يُؤمن به كل بشر حتى أولئك المنكرين يقيمون حياتهم العملية والعلمية على أساس هذا المبدأ.

2- ولا تنكر الميكانيكية طبيعة التغيُّر المستمر في مواد الكون.

3- ولا تنكر أيضًا وجود تفاعل كامل بين أجزاء الكون، بل هذا المبدأ ركيزة الميكانيكية حسبما يأتي إن شاء الله. لا تُنكر كل ذلك كما اتهمتهما به بعض الفلسفات.

4- ولا تنكر الميكانيكية وجود تناقض ظاهر أو خفي بين عوامل الكون، ولكن تُفسِّر التناقض حسبما سبق في توضيح الديالكتيكية؛ تُفسِّره بمعنى التقابل، وهو أن كل شيء لا يُمكنه أن يستقر في مكانه مع شيء آخر يتحول إلى وضع جديد. فالعصا التي يضرب بها الفلاح الحجر لا يمكنها أن تجتمع مع الحجر في موقع واحد، فيتحرك الحجر ليُعطي مكانه للعصا. ولو امعنَّا النظر في التفاعلات الكيمياوية لأيَّة خلية لوجدنا فيها

اسم الکتاب : الفكر الإسلامي مواجهة حضاریة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 117
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست