الإنسان الخصيم الذي استهزأ بكل المرسلين، وأعرض عن كل الآيات، وينادي بالويل لنفسه، ويزعم أنه كان نائماً، ويتساءل: أية قدرة استطاعت بعثه من محل نومه بعد طول الرقاد؟! فيأتيه الجواب: هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ.
الساعة آتية
كل إنسان مفطور على الإيمان بالبعث؛ ولكن بما أنه معرض لوساوس الشيطان، فهو يكفر إن لم يحاول قمع تلك الوساوس.
فإذا اعترى الإنسان ريب من البعث، فلينظر الى ماضيه، وهل باستطاعته أن يقول: إن الله لا يقدر على خلقه من جديد؟ فكيف إذاً- خلقه أطواراً؟
آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، البيان الاسلامي - قم، چاپ: اول، 1430.
خلق الله الإنسان من تراب، ثم من نطفة، فعلقة فمضغة. وبعد الولادة كان في حالة تطور؛ فمن الطفولة الى الشباب، الى الهرم، الى الوفاة. وهذا التطور يسير حسب قانون وتدبير رشيدين، من لدن إله حكيم قدير.
فلكي تعرف مستقبلك انظر الى بداية خلقك، فبعد أن كنت ضعيفاً في رحم أمك قويت، وسوف تعاد كذلك في أرذل العمر. أوليس الذي أنشأك في ظلمات الأرحام، وفي الحياة خلقاً بعد خلق بقادر على إنشائك من بعد موتك؟!