إن العالم مع ما فيه من تقدم كبير في مجال العلوم المختلفة، عاجز بأسره أن يضيف إلى الإنسان لحظة واحدة من الحياة، لأن الحياة بيد الله وحده، فهو الذي يحيي ويميت. وليس الإنسان وحده الذي يخضع لإرادة الله تعالى، بل لا تجد ظاهرة في الكون إلّا وهي خاشعة له خاضعة لأمره.
قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يُحْيِ وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (المؤمنون، 80).
فالليل والنهار يتعاقبان، ليس فقط في التناوب الزمني، وإنما أيضاً في القصر والطول. ومن أوتي البصيرة، والنظر بعين قلبه الى اتقان تدبير الله في الليل والنهار، تبصر أيضاً بمعنى الحياة والموت وقدرة الله المهيمنة عليهما.
وإن الإنسان ليهتدي لهذه الحقيقة حينما يستفيد من عقله، أما حين يعطله بالأسباب المختلفة، كتقليد الآباء، فانه أبعد ما يكون عن استيعاب هذه الحقائق بالرغم من شدة وضوحها وقربها.