الانسان مهما حاول التجرد فانه يبقى ابن بيئته التي تعكس عليه آثاره في واقع الثقافة، كما تعكس عليه الآثار الطبيعية. وهكذا حين يأتي الرسول برسالة تتجاوز القومية والعنصرية والاقليمية، نظرياً وعملياً، فان ذلك يكون دليلًا على أن رسالته إلهية.
معرفة الرسول والاقتداء به لا يمكن إلّا للانسان المؤمن والعارف بالله، لأن الرسول جاء من عند الله، وكلما ازداد الانسان معرفة بربه ازداد معرفة بنبيه. وقد جاء في الدعاء:
" اللهم عرّفني نفسك فانك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرّفني رسولك فانك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك، اللهم عرّفني حجتك فانك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني" [1].
أما الذي يكون هدفه شهواته أو زينة الدنيا، فانه لا يستطيع الاقتداء بالرسول صلى الله عليه واله، الذي أخلص نفسه ووجهه لله، وزهد في درجات هذه الدنيا الدنية، وزخرفها وزبرجها.
ليظهره على الدين
قال الله تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (التوبة، 33).
لقد بعث الله تعالى رسول الله صلى الله عليه واله لتحقيق هدفين أساسيين، هما: