responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 234

وقد ثبت في علم الأجنّة أن ليس من الضروري والحتمي أن يولد للانسان الذي يتزوّج، فهذا تقدير الله سبحانه وتعالى. فهناك بعض الأمور لا يمكن للعلم أن يصل إليها. صحيح إنّ الانسان الذي يتزوج يمنحه الله عادة الأولاد، ولكن هناك قضاء، فالبعض من الناس يجعلهم الله عقماء.

بعد ذلك يقول الله سبحانه: (نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمْ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ (60) عَلَى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثَالَكُمْ وَنُنْشِئَكُمْ فِي مَا لا تَعْلَمُونَ) (الواقعة، 60- 61).

فهل يستطيع الانسان أن يدفع عن نفسه الموت؟

(وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62) أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ (63) أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ) (الواقعة، 62- 64).

فربمّا يزرع الانسان الأراضي الواسعة ثم تأتي العواصف أو السيول .. فتدمر المحصول كلّه، فهل يستطيع الانسان أن يمنع ذلك؟

إنّ هذا هو القضاء الذي هو فوق القدر. وفي سورة القلم، الآيات 17- 33، يذكر لنا ربنا عزّ وجلّ قصة أولئك الذين زرعوا أرضهم، وزعموا أنّهم سوف لا يعطون من محاصيلها للفقراء والمساكين، فما كان من الخالق عزّ وجلّ إلا أن أرسل عليها ناراً محرقة أتت عليها فجعلتها كالصريم، وهذا هو القضاء.

ثم يقول ربنا عزّ وجلّ في سورة الواقعة: (لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً فَظَلَلْتُمْ تَتَفَكَّهُونَ (65) إِنَّا لَمُغْرَمُونَ (66) بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ (67) أَفَرَأَيْتُمْ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنزَلْتُمُوهُ مِنْ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجاً فَلَوْلا تَشْكُرُونَ) (الواقعة، 65- 70).

فماذا ينفع الماء إن كان أجاجاً؟ وهل يستطيع الإنسان أن يشرب من مياه البحر؟

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 234
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست