الغيب محيط بعالم الشهود، كما السماء محيطة بالأرض، فأينما تذهب فوق البسيطة تجد السماء محيطة بك، وأينما تذهب في الحياة فلابد أن يحيط بك الغيب، شعرت بذلك أم لم تشعر.
ومن عرف كيف يتعامل مع هذه الحقيقة المؤكدة، وكيف يتعايش مع الغيب، وكيف يؤمن بهذا الغيب، وكيف ينطلق منه، فسيحقق أهدافه وتطلعاته في عالم الواقع والشهود، وسيتمكن من إقامة العدل والوصول الى الحرية والأمن وسائر الأهداف المشروعة الأخرى في الحياة.
ومن جهل أو تجاهل هذه الحقيقة أو لم يعرف كيف يتعامل معها، فسيغرق- لا محالة- في ظلمات عالم الشهود ومتغيراته، ثم لن يخرج منها؛ إذ سيتحول الى مجرد ضحية من ضحايا عالم الشهود ومتغيراته المحيطة به.
إنمّا مثل دور وتأثير الغيب على الإنسان كمثل دور وتأثير الأعصاب على الجوارح، فهي لا تتحرك ولا تشعر دون اتصالها بالأعصاب التي تأخذ وتؤدي وظيفة الايعاز الى المخّ والروح.