responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 214

الولاية جوهر العبادات وروحها

على الرغم من أنّ الصلاة هي جسد العبادة وهيكلها الماثل، وأنّ الصيام هو إطار الطاعة، إلا أنّ معيار العبادة الحق ليس بكثرة الصلاة والصيام، بل يكمن في روحها وجوهرها.

وروح العبادة وجوهر الطاعة يتمثلان في الإيمان والتسليم المطلق لله سبحانه وتعالى، وهذان الأخيران إنما يكمنان في الطاعة والتسليم لتلك النخبة المطهرة التي أمر الله تبارك وتعالى بوجوب الطاعة والتسليم لها، ألا وهم الرسل والانبياء والأئمة المعصومون عليهم السلام.

ولذلك فانّ من يروم ويبتغي أن يكون أعبد الناس، فلا بدّ له من أن يكون أكثرهم معرفة وادراكاً وإيماناً بحقيقة الولاية الالهية، لأن الثواب والأجر يرتبطان بدرجة هذه المعرفة، والإيمان بهذه الحقيقة؛ فإذا ما كانت تلك المعرفة والإيمان ضحلين ساذجين كان الأجر قليلًا ضحلًا.

وبناء على ذلك فانّ الركعتين من الصلاة التي نؤديها يختلف أجرهما وثوابهما من شخص الى آخر تبعاً لمستوى تلك المعرفة والإيمان؛ فشتان ما بين صلاة يؤديها انسان لا يعرف ولا يفهم منها سوى القيام والقعود والسجود وترديد بعض السور والآيات وعبارات التسبيح والحمد دون التعمق في معانيها، وبين صلاة يؤديها ذلك الانسان العالم العارف الذي يفقه ما يقوله ويرددّه في صلاته.

وهكذا الحال بالنسبة الى معرفة الإمام، وإدراك حقيقة وجوهر الإمامة. فمن الناس من تسأله عن ماهية الإمامة وأهمية الإمام، فيجيبك بأنّ الإمام رجل عالم رزق معرفة بعض المغيبات، والى هذا الحد ينتهي فهمه للإمامة والإمام؛ ومثل هذا

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 214
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست