responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 191

وهذه المعادلة بين الحب والبغض، وبين الولاء والبراءة، لابّد لنا من المحافظة عليها بكل دقة؛ فاذا بغضنا الجبت، وتنفرنا من الطاغوت، وتبرّأنا من العصاة، فلابّد من الجهة الأخرى أن نحب الله تعالى ونود أولياءه وخلفاءه في الأرض.

حديث التولّي في القرآن

وهناك في سورة النور المباركة، وفي آية النور بالتحدّيد: (اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ). (النور، 35)، حديث مسهب عن التولّي، وعن النور الالهّي الذي أشرقت له السماوات والأرض، وصلح به أمر الأولين والآخرين. فأين- ياترى- يتجّلى هذا النور، وهل له ما يتجلى به في الأرض؟

للجواب على ذلك نقول: بلى؛ فمثل نوره كمشكاة، فهو يتجلى في أيّ مكان، وأيّ موضع. ثمّ يصف السياق القرآني الكريم هذا النور فيقول: (مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (النور، 35)، وهذه هي الصفات المتتالية لنور الله عزّ وجلّ عندما يتجّلى في المجتمع، وأوّل هذا التجلّي يتمثل في مشكاة النبوة في شخص رسول الله محمد صلى الله عليه واله، فقد كان النور في قلبه صلى الله عليه واله، نور النبوة الذي أودعه الله تعالى في ضمير هذا الكائن الطاهر المطهّر الذي يفيض حناناً وحباً واشعاعاً.

وعلى هذا فإن الرسول صلى الله عليه واله مشكاة. علماً إنّ المعنى اللغوي لهذه الكلمة هو الثغرة التي كانت تصنع في الجدار، ويوضع فيها المصباح. وكلمة (مشكاة) من الشكّ الذي يعني التقسيم. أمّا المصباح فانّ المراد منه النبوة، وهذه النبّوة (المصباح) مودعة في

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 191
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست