responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 180

الأنبياء عليهم السلام سبيل طاعة الله

عندما خلق الله سبحانه وتعالى الأرواح قبل الأبدان، أسكنها الفضاء اللامتناهي، حيث عالم الملكوت والقدس، وكانت فيه محررّة من كل قيد، طليقة تسبح في هذا العالم دون أن تواجه أية صعوبة، إلا أن حكمة الله جل وعلا شاءت أن تدخل هذه الأرواح في الأجسام.

وهنا يطرح السؤال التالي نفسه: اوَ لم يكن من الأفضل أن تعيش هذه الأرواح في الفضاء اللامتناهي بتلك الحرية الأولى؟

وللجواب على هذا السؤال نقول: كلا؛ ذلك لأنّ هذه الأرواح كانت تعيش في ذلك الفضاء دون أي قيد، فأدخلت الأجساد نتيجة للكبر الذي يعتريها، لأن روح كل إنسان زعمت أنّها تشبه الآلهة في تصرفاتها دون أن تكون لها أية إرادة، فاخضع الله تبارك وتعالى هذه الأرواح بطبائع المادة، وقيودها، وشهواتها، ومصاعبها، لكي يشعر الانسان بضعفه، ولكي يسلم أمره لله سبحانه، وبالتالي لكي يعرج الى أعلى درجات القرب من الحضرة الالهية.

فلسفة العبادات

ترى ما هي درجات القرب هذه، وكيف يتقرّب الانسان من ربّه، ولماذا شرعت هذه الشرائع المختلفة، وما هي فلسفة وحكمة هذه العبادات والطقوس والشعائر التي أمرنا الله عزّ وجلّ بها؟

الجواب: لكي تخضع النفس البشرية لربها؛ فمن دون الخضوع لله تعالى، ومن دون معرفته ومعرفة النفس، فانّ الإنسان لا يمكن أن يسمو. فهو إنّما يسمو الى

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 180
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست