responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 170

وفي معرض الاجابة، لا يسع المسيحي إلا اتهام السائل بالجهل وضيق الأفق! ولكنه حينما يعزم على الاجابة يجد نفسه عاجزاً عن التعبير أو تصور الفكرة، ولذا فهو يعرب عن ذلك بأنه آمن بهذه الفكرة لمجرد وجوب الايمان بها تبعاً لآبائه وشيوخه الذين سبقوه.

ومع بالغ الأسف، فإني اسمع من هنا وهناك أن عدداً من المسلمين البسطاء والجهلة أخذوا يرفعون صوتهم في الصحافة بأن نظرية الأطراف أو الأقاليم الثلاثة تمثل عمق التوحيد. وأنا لا أدري كيف تكون نظرية الشرك هذه التي يواجهها القرآن الكريم بكل إصرار ويوضح أن الفرق الأساس أو أساس الفرق بين الاسلام الحق وبين الديانة المسيحية واليهودية في التوحيد وعدمه، فكيف يمثل الشرك بالله عمق التوحيد به؟!

إن الله سبحانه وتعالى هو المتكبر وهو الجبار وهو شديد الانتقام والعقاب في قضية التوحيد الحساسة. فهو من الممكن أن يغفر الذنوب جميعاً باستثناء ذنب واحد وهو الشرك بالله، فكيف يتسنى لمسلم من المسلمين أن يخرج بمثل هذه النظرية لمجرد التقرب من القساوسة ومحاولة إرضائهم؟

وعلى كل حال، فحينما اتفقوا مع السلطة في قضية تلبيس الصنمية السلطوية بلباس الظاهرة الدينية جاؤوا بمثل هذا السمّ الخطير وغلفوه بغلاف ديني.

ثم إن عزل الدين عن السياسة يعتبر من وجهة نظر عقلية وفطرية تأليباً مباشراً على ارتكاب مختلف أنواع الجرائم والمعاصي، فالمجازر التي كان يرتكبها القيصر ضد بعض المدن والقبائل والشعوب المتمردة كانت تلقى سكوتاً من قبل الكنيسة، كذلك الحال بالنسبة لمفاسد القيصر الأخلاقية والادارية، مما يعني موافقة الكنيسة مباشرة تجاه ما يقوم به الحاكم؛ وبالتالي طرح علامات تساؤل كثيرة وكثيرة على هذا الدين الأخرس إزاء ما نصّ هو على منعه من قبل بنفسه.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 170
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست