responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 165

وقد قال الله سبحانه وتعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ) (غافر، 60).

فالواجب على الإنسان أن يحسن الظن بربه فيتعلق بإرادته، ويستشعر الفقر والحاجة إليه، وليس التكبر عن عبادته، لأن مصيرالمتكبرين الدخول الى جهنم داخرين، حتى أنه روي في حديث قدسي، أن الله تعالى قال:

(يا موسى؛ سلني كلما تحتاج إليه، حتى علف شاتك، وملح عجينك) [1]،

لأن الله هو الغني الكريم، وهو الذي لا تنقصه كثرة العطاء إلّا جوداً وكرماً.

ولما كان الله عزّ وجّل هو المسيطر على مقدرات الأرض وسائر المخلوقات، فإنه من الحري بالإنسان، والمؤمنين خاصة ألّا يتناسوا حقيقة التوكل على الله، أو يغفلوا- مجرد غفلة- عن مصداقية حفظ الله لمقدرات الحياة، رغم كل ما يبدو من سيطرة الرؤساء والملوك ممن يطغى بأسلحة الدمار الرهيبة التي يخزنها في ترساناته، ذلك لأن هؤلاء الطغاة عاجزون عن مجرد حفظ شهواتهم ونزواتهم البسيطة، فكيف يكون بإمكانهم كبح جماح الطغيان المتكرس فيهم؟ ولكن الله عزّ وجّل هو الذي يحفظ هذه الارض، بل والكون كله من طغيان الطاغين وتكبر المتكبرين.

ومن نوعية المعادلة التي وضعها الله وسنّها بين عالم الخلق وعالم الأمر يتبين أن ثمة سنة إلهية جارية في خلقه منذ أول لحظة أوجدوا فيها على وجه البسيطة، أن المؤمنين قد يستحوذ عليهم الشك أو الهزيمة بفعل تأثيرات عالم الخلق في بداية المطاف، إلّا أن ما يعيدهم الى جادة اليقين ويحقق لهم الانتصار هو تدخل عالم الأمر والقوة الإلهية التي كتبت على نفسها تغيير المرحلة ونصرة المؤمنين ونشر دين الله واستخلاف المستضعفين في الأرض، والتأكيد على أن العاقبة للمتقين.


[1] - الجواهر السنية، الحر العاملي، ص 72.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 165
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست