responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 136

إن المعروف والمؤكد الذي نؤمن به هو وحدة رسالة السماء، وأن جميع رسل الله قد دعوا الناس إلى إله واحد لا شريك له، وأن من يؤمن بغير ذلك، أو يمارس عملًا يناقض هذه العقيدة سوف يكون له موقف عسير في يوم القيامة ..

فالبحث عن العدالة واجب الجميع، وليس الفقراء فحسب.

وتحقيق الانتصار واجب الجميع، وليس المظلومين فحسب.

أما أن يعمل الأغنياء على التهرّب من الجهاد أو الاكتفاء ببذل المال فقط، فتلك رغبة يمليها الشيطان على قلوبهم دون أدنى شك. فالجنة لا تشترى بالمال، وإنما يرزقها الله ويكتبها لمن آمن إيماناً صادقاً نابعاً من قلبٍ سليم، لا يبخل بالتضحية بالنفس والعمر والطاقة، بما في ذلك المال ..

ولكن ما هو مشاهد أن الغني يتهرب من آيات وتعاليم التضحية والجهاد الواردة في كتاب الله العزيز الحميد، كما يتهرب الفقير من آيات وتعاليم الصبر والقناعة والبحث عن لقمة الحلال، وكأنهما بتهربهما هذا يريدان سنّ سنةٍ جديدةٍ واختلاق دينٍ غير الذي أمر به إله الأرض والسماء ..

كما نشاهد أيضاً السيرة نفسها في المحكوم الذي يعرض بجانبه عن تعاليم القرآن القائلة بضرورة التعاون على البر والتقوى، والتخطيط لإقامة حكم الله في الأرض .. فهو لا يأخذ بنظر الاعتبار أهمية الاستعداد الحكيم والتضامن النزيه مع إخوانه وأبناء دينه لتحقيق هذا الهدف المقدس، فكان همه الشاغل هو الوصول إلى ما يريد مهما كلف الأمر، ومهما تشوّه الدين.

أما الحاكم الظالم فهو الآخر لا يبحث إلّا عن آيات الصلح والسلام ليبرر عبر ما يوحي ظاهرها بالأمن والاستقرار، ليمرّر ما يهدف من المصالح والاستمرار في السلطة، وتراه في الوقت ذاته تأخذه العزة بالإثم إذا ما ذكّر بآيات الله القائلة بضرورة العدل في الرعية وأن تكون القوانين السماوية هي الحاكمة ..

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 136
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست