responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 120

هو الإله الحقيقي فلماذا أفل؟ وهكذا الحال بالنسبة الى الشمس والقمر وسائر كواكب المنظومة الشمسية فقد صغرت كلها في عين النبي ابراهيم عليه السلام، فلم يؤمن بأي منها، فكيف يؤمن بالأموال والزخارف الدنيوية؟!

وبعد مئات السنين صدر نفس هذا الموقف من سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه واله عندما جاءه أبوطالب حاميه و وليّه ونقل له اقتراح كفّار قريش بأن يترك الرسالة مقابل الاعتبارات الدنيوية، فقال صلى الله عليه واله:

(والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته) [1].

فما قيمة الملك، وما قيمة الأموال؟ إنّ هذه الأمور كلّها تسقط من أعين هؤلاء المؤمنين الذين وصلوا الى درجة اليقين.

فالأنبياء عليهم السلام كانوا ينظرون الى هذه الدنيا نظرتهم الى الشيء التافه، فهل من المعقول أن يتركوا دينهم، وإيمانهم، ورسالتهم من أجل هذه التفاهة؟!

وهكذا، فاذا أراد الانسان المسلم أن يعيش في بحبوحة النور الإلهي، ويرى الحقائق، ويكون مؤمناً حقيقياً، فالطريق الى ذلك واضح؛ وهو أن يزيل الحجب كلّها، فلا يقدسّ شيئاً غير الله تعالى، وغير ما أمر به.

فالإنسان المؤمن يحترم المال لأنه يعينه على دينه ومن خلاله يقضي حوائج المؤمنين، ومتطلبات الرسالة، فهو يريده من أجل الدين، ومن أجل احتساب الثواب والأجر، لا من أجل نفسه، ومن أجل التمتع بالملاذ الدنيوية.

وهكذا الحال بالنسبة الى الاعتبارات الدنيوية الأخرى كالجاه، والقوة، والسلطة .. فانّها كلّها تمثل بالنسبة الى الإنسان المؤمن جسراً يعبر من خلاله الى مرضاة الله جلّ شأنه، والفوز بنعيمه الأبديّ، والحصول على نور اليقين.


[1] - الغدير للعلامة الأميني، ج 7، ص 359.

اسم الکتاب : البيان الاسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 120
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست