وكان على المسلمين أن يجعلوا من القرآن الحكيم وبصائره إطاراً لنموهم الحضاري، ثم يطلبوا العلم من أقصى الأرض ولو كان في الصين، ويميزوا فيه بين الغث والسمين، ويعتمدوا على نظرهم المباشر في أطراف الأرض وآفاق السماء، ويسيروا في الأرض لينظروا كيف بدأ الله تعالى الخلق وكيف كانت عاقبة الكافرين والظالمين والمفسدين.
كان عليهم أن يوظفوا المزيد من انتصاراتهم وثرواتهم وأمنهم في سبيل النهضة العلمية والعمرانية دون بذخ الملوك ومجون الأمراء وكسل الإداريين، ولو فعلوا ذلك لكانت الحضارة الإسلامية قد سبقت النهضة الأوروبية بقرون.
ونخشى اليوم أن تكون علاقة المسلمين بالغرب ذات العلاقة الشاذة، وبالتالي يكون ضرر الترجمة على نمو المسلمين الطبيعي أكبر من نفعها.