responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 331

إن آيات الله في السموات والأرض دليل على أن خالقهن فعّال لما يشاء حميد مجيد وأن له الأسماء الحسنى تبارك وتعالى، وأن الفعل الاضطراري يتنافى مع صفات الله التي نهتدي إليها من خلال آياته في السماء والأرض.

إنهم يقولون: يستحيل على الله أن يريد شيئاً في المستقبل إذا لم يكن قد أرادوه هم في الماضي.

وهل هذا هو وجداننا حول خالق السموات والأرض جاعل الظلمات والنور؟

وحتى مع هذا الحل الفلسفي الساذج، يبقى الإشكال الذي أرادوا حله من خلال هذا الرأي على وضعه، ذلك لأن الإشكال كان يتلخص في التساؤل التالي:

كيف خرج الحادث من القديم، أو ليس الخروج تغييراً في القديم، وكيف يتغير القديم؟

وها نحن درنا حول المسألة وعادت الإشكالية علينا، كيف؟

أو ليس هؤلاء يقولون: إن العالم مخلوق منذ القدم! دعنا نفترض جدلًا صحة هذا الرأي، ولكن هل ينتهي به الإشكال الأول .. وهو: كيف تم الخلق؟ إذا كان الخلق يسبب نوعاً من التغيير في الخالق، فلا فرق أن يكون الخلق منذ الأزل، أم كان بعدئذ، فالتغيير حادث، وإن كان الخلق لا يسبب أي تغيير في ذات الخالق (كما هو الحق عندنا) فلماذا لا نقول إنه حدث بعدئذ، أي ليس منه القدم؟

إن نظرية الفيض لا تقدم لنا حلًا لمشكلة الخلق وأنه كيف تم، هل بالولادة، أم بالإرادة؟

فإن قالوا: لا يمكن أن يكون بالإرادة لأن الإرادة حادثة، وهي تسبب تغييراً في ذات الله سبحانه.

قلنا: كيف تسبب الإرادة تغييراً في ذاته والولادة لا تسبب ذلك؟

أن يصدر العالم منذ الأزل من بطن الله (تعالى ربنا عما يقول الجاهلون) لا يحدث أي تغيير فيه!

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 331
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست