responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 33

يتحملون مسؤولياته، مما يسمح للسلطات الفاسدة احتواءهم، وضرب العلماء المجاهدين!!

والواقع أن أعظم خطر يمكن أن يهدد أمة من الناس في شرق الأرض وغربها وعلى امتداد الزمن هو تجرد علمائها عن مسؤولياتهم وتركهم الجماهير المستضعفة الذين كلفوا برعايتهم عرضةً لذئاب السلطة والثروة والفساد.

والحسن البصري كان قدوة لمثل هؤلاء العلماء، انبثقت عن نفسيته المنهزمة واللامسؤولة، فكرته القدرية التي أشاعها بين تلاميذه المتصوفة، حيث ذهب إلى الجبر، وزعم أن أفعال العباد مخلوقة مباشرة لله سبحانه.

وأيضاً قوله بتجريد الإيمان عن العمل، وقبول مرتكب الكبيرة باعتباره مسلماً، ولو كانت الخطيئة الكبيرة مثل قتل سبط الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، وتسلط مثل يزيد بن معاوية على رقاب المسلمين!

وتشجيعه للتصوف والرهبنة، التي تجلت في (رابعة العدوية) التي ينسب الصوفية إليها الأساطير [1].

وإذا كانت لكل مدرسة فلسفية أو سياسية أو ثقافية بيئة اجتماعية مناسبة لولاها لم يقدر لها النمو الكافي، فإن بيئة علم الكلام الاجتماعي كانت- حسبما يبدو لي- حالة خور العزيمة، وفلول حد الإرادة، وضعف روح الإيمان، والفرار من المسؤولية السياسية، تلك الحالة التي وجدت عند اندلاع الحروب الداخلية بين المسلمين، وأخذت طائفة من الناس- ربما تدرجهم حسب التصنيف الاقتصادي ضمن طبقة التجار والمترفين- تعاني من هذه الحالة.

وبالطبع في مثل هذا الوضع ينبري بعض أنصاف المثقفين لتبرير هذه الحالة وتغطيتها بسقف من الأفكار اللامسؤولة.


[1] () ينقل المؤرخون أن الحسن البصري خطب لنفسه الرابعة العدوية.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 33
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست