responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 265

بإحداثه البرايا استفاد معنى البارئية، كيف ولا تغيبه مذ، ولا تدنيه قد، ولا يحجبه لعل، ولا يوقته متى، ولا يشمله حين، ولا تقارنه مع، إنما تحد الأدوات أنفسها، وتشير الآلة إلى نظائرها، وفي الأشياء يوجد أفعالها، منعتها مذ القدمة، وحمتها قد الأزلية، وجنبتها لولا التكملة [1]، افترقت فدلت على مفرقها، وتباينت فأعربت عن مباينها، بها تجلى صانعها للعقول، وبها احتجب عن الرؤية [2]، وإليها تحاكم الأوهام [3]، وفيها أثبت غيره، ومنها أنيط الدليل، وبها عرّفها الإقرار".


[1] () إن أي تأثير من الخلق على الخالق محال، وإن أي كمال يضاف إليه من خلقه محال، وأي تغيير فيه محال، لأنه له الكمال المطلق والأسماء الحسنى، وهكذا لم يستحق معنى الخلق ابتداءً من خلقه، بل دائماً وأبداً، لأنه تعالى عن الزمان، فلا كلمة (مذ) التي هي تحجبه عن الأشياء التي لما توجد، لأن كل شيء عنده سواءً، سابقها ولاحقها، ولا كلمة (قد) التي هي للتقريب والتحقيق تقرب الأشياء إلى علمه، لأنه أحاط بكل شيء علماً، ولا لفظه (لعل) التي هي للترجي صادقة في الرب الذي يعلم بكل شيء، ويقدر على كل شيء. ولا كلمة (متى) التي هي للتوقيت، تعني عند الرب الوقت، لأن الله تعالى عن الزمان والوقت، وهكذا لفظه (حيث) للزمان أو (مع) للمقارنة صادقة في الذي لا يقارن شيئاً زمانياً، لأن تأثير المخلوقات إنما يكون في أنفسها، وليس في خالقها المتعالي عنها المقتدر عليها سبحانه.

ولأن الله قديم؛ فإنه لا يصح فيه (مذ) ولأنه أزلي فلا تصدق فيه (قد) ولأنه الكمال المطلق فلا يصدق فيه (لولا) الذي يربط شيئاً بشيء.

[2] () كيف تجلى الرب تعالى لنا؟ الجواب: بما في الأشياء من دلائل الخلقة، بسبب محاصرة الحدود المكانية والزمانية وغيرها لها وهي دليل على أنها مصنوعة مخلوقة، ودليل أيضاً- على أن حواسنا وعقولنا منها ومصممة لعالمها، وليست بقادرة على تجاوزها إلى خالقها، بل غير قادرة على الإحاطة علماً بكنهها، فكيف بذات خالقها سبحانه؟ ولعل ذلك معنى قوله:" وبها احجب عن الرؤية".

[3] () قال العلامة لمجلسي- وهو يشرح الفقرات هذه-: وبها أي بالعقول احتجب عن الرؤية، لأن الحاكم بامتناع رؤيته هو العقل، وإلى العقل تتحاكم الأوهام عند اختلافها. وقوله" وفيها أثبت غيره" أي كل ما يثبت ويرتسم في العقل فهو غيره تعالى (المصدر، ص 244).

ويبدو أن العلامة المجلسي قدس سره- يرى أن ضمير (بها) يعود إلى المشاعر أو العقول، بينما الضمير لابد أن يعود إلى أقرب كلمة إليه، وهي هنا المخلوقات، وعلى هذا المعنى تبقى جملة" وإليها تحاكم الأوهام" غامضة لديّ.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 265
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست