responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224

الشمس (النفس الحكيمة). فالنفس فيها عقل مكتسب ينيرها بنوره ويصيرها عقلية، والعقل فيه نور ذاتي، وليس هو نور فقط لكنه جوهر قابل للنور، فأما الشيء الذي ينير العقل، ويفيض عليه النور، وهو نور فقط، وليس هو شيء آخر غير النور، لكنه نور مبسوط صِرف محض، يفيض قوته على العقل، فيصيره عقلًا منيراً مضيئاً [1].

أما طريقة خلق الواحد للعقل ومن خلاله للأشياء فيقول عنه:

(وينبغي للفاعل الأول أن يكون ساكناً غير متحرك، إذا كان واجباً أن يكون شيء ما ثانياً بعده، وأن يكون فعله من غير رؤية ولا حركة ولا إرادة مائلة إلى المفعول، والمفعول الأول- وهو العقل- انبجس من شدة سكون الفاعل وقوته، ثم انبجست منه سائر الأشياء العقلية والحسية بتوسط العقل [2].

أما سبب انبجاس المفعولات من الواحد الأول وعلته، فيقول عنه أفلوطين:

وإنما انبجست منه الأشياء، وصارت ذات أنيات من قبل إفراط قوة أنيته وشدتها، وذلك أن القوة إذا كانت شديدة، انبجس منها إما شيء جوهري، وإما شيء عرضي. أما الشيء الجوهري فكالحرارة التي تنبجس من النار، وكالبرود التي تنبجس من الثلج، وأما الأشياء العرضية؛ فكذوات الروائح الطيبة [3].

وهكذا يصبح الخلق مجرد فيضان لا إرادي من النبع الأول.

والفرق بينه وبين الأشياء، أن للأشياء حدوداً وصوراً، وليس له حد ولا صورة.

ليس للمبدع الأول- جل وعلا- صورة ولا حلية مثل صور الأشياء العالمية، ولا مثل الصور التي في العالم السفلي، ولا قوة مثل قوتها، لكنه فوق كل صورة وكل حلية وكل قوة [4].


[1] () أفلوطين عند العرب د. عبد الرحمن بدوي، ص 186.

[2] () المصدر، ص 184.

[3] () المصدر.

[4] () المصدر، ص 196.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 224
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست