responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 222

وأيضاً يبالغون في فهم أنفسهم وفي الاعتقاد بمقام درجاتهم، فهذا شيخهم وعظيم طريقتهم ابن عربي لا يدع في (فصوصه) و (فتوحاته) مديحاً إلا ويكيله لنفسه، ولا مرتبة إلا وينتحلها حتى يحسب نفسه خاتم الأولياء بعد الرسول فيقول: وأما ختم الولاية المحمدية، فهو رجل [1] من العرب، من أكرمها أصلًا وبدءاً، وهو في زماننا اليوم موجود عرفت به سنة خمس وتسعين وخمسمائة، ورأيت العلامة التي قد أخفاها الحق فيه عن عيون عباده، وكشفها لي بمدينة فاس حتى رأيت خاتم الولاية منه، وهي الولاية الخاصة لا يعلمها كثير من الناس، وقد ابتلاه الله بأهل الإنكار عليه فيما يتحقق به من الحق في سره، وكما أن الله ختم بمحمد نبوة الشرائع، كذلك ختم الله بالختم المحمدي الولاية التي تحصل من الورث المحمدي، لا التي تحصل من سائر الأنبياء، فإن من الأولياء من يرث إبراهيم وموسى وعيسى، فهؤلاء يوجدون بعد هذا الختم المحمدي، وبعده فلا يوجد وليّ على قلب محمد (صلى الله عليه وآله وسلم)، هذا معنى خاتم الولاية المحمدية، وأما ختم الولاية العامة الذي لا يوجد بعده وليّ فهو عيسى [2].

ويتبع أغلب الحكماء هذا النهج في تقديس آرائهم، وكيل المديح لأنفسهم إلى درجة تقربهم من درجات النبوة، فمثلًا: ترى ملا صدرا الذي يعبر عن ابن عربي بالعارف المتأله، لا ينسى أن يمدح نفسه في كتابه الذي أسماه ب- (الحكمة المتعالية)، وبالرغم من أنه لا يبلغ مستوى ابن عربي في مدح نفسه، لكنه يشير في ثنايا كتابه إلى أنه قد وصل بعقله إلى ما بلغه الأنبياء (عليهم السلام) بالوحي، يقول:

(هذه- أي الحكمة- تحصل تارة بطريق الوحي والرسالة فتسمى بالنبوة، وتارة بطريق السلوك والكسب فتسمى بالحكمة والولاية، ولا يقول بمخالفتها في المقصود من لا معرفة (له) لتطبيق الخطابات الشرعية على البراهين الحكمية، ولا يقدر على ذلك إلا مؤيد من عند الله عز وجل، كامل في العلوم الحكمية، مطلع على الأسرار النبوية [3]


[1] () يقصد بذلك نفسه حسب قول شارحة القيصري، ويظهر ذلك من كثير من عبارات ابن عربي.آية الله العظمى السيد محمد تقي المدرسي(دام ظله)، العرفان الإسلامي - قم، چاپ: اول، 1426.

العرفان الإسلامي ؛ ص222


[2] () عارف وصوفي چه ميگويند، فارسي ص 173.

[3] () الحكمة المتعالية (الأسفار) الطبعة الثالثة، ج 3، ص 327.

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 222
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست