responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 121

عن تحمل واجبات الجهاد والإصلاح بالجلوس في زوايا المساجد وترديد ذكر الله وتقديم النصائح الخلقية للناس [1].

ويبدو أن أول من ابتدع هذه الطريقة في التصوف هو الحسن البصري الذي يعتبر أستاذاً لرابعة العدوية، أشهر صوفية بين المسلمين.

وقد سبق الحديث في (الكلام) حول الحسن البصري وكيف أنه اعتزل القتال الذي دار بين الإمام علي الخليفة المنتخب من قبل الأمة والمنصوص عليه من قبل الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وبين طلحة والزبير الذين تمردا عليه بعد البيعة ونادى الحسن في البصرة: لا قتال، لا قتال، فأنبه الإمام علي (عليه السلام) بعد انتصاره وسماه بسامري هذه الأمة، وأضاف:

" ألا أنه يقول: لا قتال".

وهكذا استمرت سيرة هذا الفريق من الناس في التهرب من مسؤوليات الحياة وبالذات المسؤوليات السياسية واللجوء إلى كهف الخرافات والأساطير.

دعنا نضرب مثلًا على هذا التهرب من حياة شيخهم الحسن البصري، ومواقفه السياسية.

أما موقفه السياسي فكان موقف المتباعد عن السياسة واضطراباتها، خصوصاً وقد عاش في عصر الحجّاج بما عرف عنه من بطش شديد. فلما قام ابن الأشعث بثورته المشهورة في سنة (81 ه-) ضد الأمويين ممثلين في الحجاج، وانبرى الحجاج لقتاله وإخماد فتنته، دعا بعض الناس الحسن إلى الاشتراك معهم في صف ابن الأشِعث، وقالوا له في شأن الحجاج: يا أبا سعيد! ما تقول في قتال هذا الطاغية


[1] () يقول: حنا الفاخوري وخليل الجر: وإلى جانب ذلك، فقد آلت الخلافة في عهد عثمان ثم في عهد الأمويين وعهد بني العباس إلى انهماك في الملذات، ثم يضيفان القول: فأدى كل ذلك إلى نوعين من الارتكاس: نوع اعتبر الأمة الإسلامية كلياً فاسقة، فنصب لها العداء، وحاربها بحد السيف، وهذا كان موقف الخوارج، ونوع أشفق على الدين من الفتن وإراقة الدماء فاعتزل القتال ولجأ إلى العزلة والزهد والتنسك، وأبرز مثال لهذه الفئة من السلمين: الحسن البصري وواصل بن عطاء، ومعاذة القيسية ورابعة العدوية وكثيرون غيرهم، وقد عاشوا كلهم في القرن الثاني للهجرة (تاريخ الفلسفة العربية، ص 292- 293).

اسم الکتاب : العرفان الإسلامي المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 121
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست