responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 268

ترى بماذا أثبتنا وجود أنفسنا؟ وبماذا عرفنا وجود الكون من حولنا؟ وبماذا إستطعنا أن نثبت للجاحدين وجود ربنا سبحانه وتعالى؟ وبماذا نتفاهم نحن فيما بيننا؟ ..

إن الإجابة على كل هذه التساؤلات هي إجابة واحدة ومعروفة منذ أن خلق الله تبارك وتعالى الانسان الأول: بالعقل.

بالعقل يتم الاثبات:

العقل هو الذي يصرّح بأن الانسان كائن موجود، وهو الذي قال للإنسان بأن الكون من حوله موجود، وهو الذي قال له بأن الله سبحانه وتعالى هو الذي خلقه. فالعقل مصباح الهداية والنور الذي يأخذ بيد الانسان نحو النجاة في كل هذه المراحل.

وأتساءل: إذا كان العقل هو النور الذي يمشي مع الانسان في كل حقل وميدان؛ هل من الصحيح إيداعه جانباً والاكتفاء بالاستدلال بمجموعة أفكار وحجج غريبة، رغم المعرفة المسبقة من قبل المخلوق بأن عقله هو الحجة الاصلية؟

ولنضرب مثلًا في ذلك: إن المرء حينما يفتح عينيه يرى مجموعة من الأشياء أمامه من قبيل: الاجسام، والاحجام، والابعاد، والالوان، وغيرها، ولكنه حينما تنعدم عنده الرؤية بسبب اشكال في عينيه أو بسبب انعدام النور في المكان، ويُسأل عن مقدار المسافة بينه وبين نهاية الغرفة الواقف فيها، فأنه يقوم بحساب المسافة عبر الاستنتاج من مجموعة معلومات حصل عليها مسبقاً، من قبيل المسافة التي تفصل بينه وبين الواقفين أمامه وبينهم وبين نقطة النهاية حتى يحصل على النتيجة المطلوبة.

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 268
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست