responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 238

والتمكن من الدفاع عن أبي عبد الله الحسين عليه السلام وأهل بيت الرسول صلى الله عليه وآله رغم تساويه في العلّة والضغوط معهم.

لاشكّ أن الله سبحانه وتعالى يحتج ببعض العباد على بعضهم، والاحتجاج الالهي العادل لايكون إلّا في حال تساوي العلة والظروف. إن سحرة فرعون الذين أصبحوا فيما بعد من أخلص المؤمنين برب العالمين، إنما كانوا أكثر اندفاعاً نحو الكفر والعبودية لفرعون من غيرهم من الكافرين الذين كانوا يحسّون أكثر من غيرهم بظلم فرعون وجرائمه، الا أنهم حين اكتشفوا الحقيقة آمنوا برب هارون وموسى بارادتهم المحضة رغم كل الظروف والدوافع التي كانت تضغط في الاتجاه المعاكس.

وجذوة القول هي أنّ العوامل الخارجية لاتخلق الارادة، وانما تخلق الضغط، وشتّان بين الواقعين. ويبقى الانسان مقتدراً على الاستسلام والتحدي في آنٍ واحد. إنه مخيّر بين انتخاب الثواب أو العقاب. إن الضغوط هي الضغوط، لن تتغيّر ولن تتبدّل، والله سبحانه وتعالى يبتلي الانسان حسب ما يعطيه من الارادة والحرية والقدرة على الاختيار.

الشبهة الثانية: طينة الانسان

واما الشبهة الثانية فتقول: إن نوع حركة الفرد يعود الى نوع الأصل؛ الذي خلق منه، فبعض الناس قد خلقهم الله من طينة طيبة، والبعض الآخر خلق من طينة فاسدة. فاذا كان الأصل طيباً، فان السلوك يكون طيباً؛ والضد بالضد. وعلى أساس هذا الزعم يكون الانسان غير مسؤول قطعاً عما يبدر منه اذ أن طينته التي خلق منها هي التي تقرر نوع حركته في الحياة.

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 238
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست