responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 129

والاحاديث حول هذا المضمون متواترة، لكن السؤال المطروح ماذا يعني وجود الكتاب بين أظهرنا، وماذا تعني خلافة الرسول صلى الله عليه وآله؟ وقبل الاجابة عن هذا السؤال لابد من البحث عمّا هو المهم في حياة الانسان. أهي بصيرته إلى الحياة ورؤيته لما حوله في هذا العالم أم هي مفردات سلوكه؟ وبتعبير آخر: هل المهم صلاة الانسان وزكاة ماله وصدقه في الحديث ووفائه كمفردات سلوكية، أم عقيدته باليوم الآخر والرسالة وضرورة التقوى كأصول عقائدية؟

الاصول والفروع:

لاريب أن الصدق والوفاء والصلاة والزكاة وما شابهها كلها فرع العقائد وفرع بصائر الانسان. إذ أن صلاة بلا قاعدة إيمانية ليست إلا رياضة جسمية. وزكاة بلا خلفية عقائدية ليست إلّا عطاءً مبتوراً، ثم إن الانسان يفقد صفات الخير من صدق ووفاء وأشباههما حين لا يؤمن بالآخرة ولا يؤمن بالجزاء وحين لا يبني حياته على أساس من المسؤولية والتقوى.

من خلال هذه التساؤلات يتضح أن خلافة الرسول صلى الله عليه وآله من بعده المتمثلة في الكتاب والعترة، والمتجلية في هذين الثقلين العظيمين، لا تعني مجرد إقتباس الاحكام الشرعية منهما فحسب، بل وتعني إستلهام المعارف الالهية والرؤى الكونية، وإستنباط الثقافة السليمة الصحيحة تجاه الحياة. ومن هنا جاء تأكيد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله على إستمرار نهجه، وعلى إتباع سيرته وأفعاله وممارساته، لانه، صلى الله عليه وآله وسلم كان يدعو الى الله" وداعياً الى الله بإذنه"، ولانه صلى الله عليه وآله كان" سراجاً منيراً" ليس بالنسبة للصلاة فقط، بل وبالنسبة الى الكون بأكمله أيضاً، ولانه بعث ليتلو آيات الله تعالى

اسم الکتاب : مبادئ الحكمة المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 129
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست