responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 35

لا نجاح للعمل بدون تزكية

وهكذا فان الايمان يجب أن يكون حقيقياً، والتزكية ذاتية، وإلّا فان العمل لا يمكن أن ينجح، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا المجال:" إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق". [1] فلولا اكتمال الأخلاق الحسنة لدى الإنسان، وبلوغه مستوى أخلاقياً يستطيع من خلاله أن يقابل الضغوط، لما كان قادراً على أن يعمل في سبيل تزكية الذات.

ولا بأس في هذا المجال أن ننقل للقارئ الكريم بعضاً من الأحاديث والروايات عن المعصومين عليهم السلام حول تزكية النفس، والجد والاجتهاد على هذا الصعيد، فقد روي في هذا الصدد أن قيس بن عاصم قال: وفدت مع جماعة من بني تميم إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فدخلت وعنده الصلصال بن الدلهمش فقالت: يا نبي الله عظنا موعظة ننتفع بها فإنا قوم نعبر في البرية. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" يا قيس إن مع العز ذلًا، وإن مع الحياة موتاً، وإن مع الدنيا آخرة، وإن لكل شيء حسيباً، وعلى كل شيء رقيباً، وإن لكل حسنة ثواباً، ولكل سيئة عقاباً، ولكل أجل كتاباً". [2]

وكلمات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم هذه واضحة. فالدنيا هي تركيبة من الحقائق؛ فبعد الحياة موت، وبعد العز ذل، والعمل وراءه حساب، فنحن لا نستطيع أن ننكر هذه الحقائق، فالأولى بنا- إذن- أن نركب أنفسنا وعقولنا على مقياس الحقائق الكونية، فلماذا نبالغ ونكابر؟ فالنبي صلى الله عليه وآله وسلم يذكرنا بان هذه الحقائق موجودة، فليس من الصحيح أن ننكرها، ونحاول أن نهرب منها.


[1] - بحار الأنوار، ج 16، ص 210.

[2] - بحار الأنوار، ج 74، ص 110، رواية 1.

اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 35
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست