responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31

الجواب: لا، بالطبع. فالذين يصومون دون أن يخلصوا لله تعالى عبادتهم، ودون أن يوحوا إلى أنفسهم بالدافع الحقيقي إلى الصوم، ويصومون دون أن يتورعوا في أيام وساعات صومهم ويوم إفطارهم .. فان مثل هؤلاء لا يمكن أن يستفيدوا من شهر رمضان الفائدة المرجوّة، كما جاء في الحديث الشريف:

" كم من صائم ليس له من صيامه إلّا الجوع والعطش". [1]

ربيع الدعاء

بالإضافة إلى ذلك فان شهر رمضان المبارك هو ربيع الدعاء، والدعاء هو مدرسة للإنسان يستطيع من خلال التتلمذ فيها أن يسمو إلى أعلى عليين بأن يصقل ذاته، ويبلور مواهبه، ويتعرف على الطاقات الكامنة في نفسه ليستخرج كنوزها من خلال الدعاء.

فلو تدبر الإنسان المسلم في أدعية شهر رمضان المبارك، لحصل له جزء لا يستهان به من معرفة الله سبحانه وتعالى.

فأدعية شهر رمضان، وخصوصاً دعاء الافتتاح تزودنا بمعرفة الله تبارك وتعالى، ومعرفة صفاته وأسمائه إذا ما تلوناها بتدبر وتمعّن. أما إذا قرأنا الأدعية دون أن نتوجه إلى معانيها ونتدبر فيها، ودون أن نتعمق في كلماتها وأصولها، ويسودنا الشعور بأننا نقف أمام خالقنا ومن بيده أمرنا ومصائرنا، فان قراءة هذه الأدعية سوف تصبح بالنسبة إلينا كقراءة الصحف والقصص، وحينئد سوف لا يكون الدعاء مدرسة لنا.

فلننظر في شهر رمضان الكريم: كم درجة من التقوى ارتقينا؟ وكم مرتبة من الإيمان ارتفعنا؟ وليكن جهد الواحد منا منصباً على الحصول على درجات أعلى. وهذا لا يمكن إلّا من خلال السعي المكثف، وقراءة الآيات القرآنية. فالقرآن هو مدرسة الإنسان، وهو الذي يربيه يرفعه إلى


[1] - بحار الأنوار، ج 93، ص 294، رواية 24.

اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 31
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست