فالحديث الشريف يحث الإنسان المسلم على الاهتمام بأمور اخوته، والتحسس بآلامهم ومعاناتهم، ومشاركتهم في همومهم، وفهم مشاكلهم. فلا يجوز أن ينطوي المسلم على ذاته، ويطوِّق نفسه بطوق الأنانية البغيض. فينبغي بالاخوة المؤمنين وخصوصاً في شهر رمضان المبارك أن يبحثوا عن إخوانهم الفقراء، ويمدّوا إليهم يد المساعدة، ويفرجوا بما استطاعوا عن همومهم المعيشية .. ليشهد لنا شهر الله في الغد، وفي كل عام من أعمارنا، بأننا قد أفرحنا قلباً كسيراً، وفؤاداً مجروحاً، وأدخلنا البهجة والسرور على يتيم، أو عائلة ليس لها من يعيلها، أو تصدّقنا على مسكين أو أطعمنا جائعاً أو كسونا عرياناً لا يملك من الثياب ما يقي بدنه ويستره.
وعلينا أن لا نقصر اهتمامنا على أبناء بلدنا، أو منطقتنا التي نسكن فيها، بل ليمتدّ نظرنا إلى البقاع الأخرى من أوطان المسلمين. وهنا تقع مسؤولية الكشف عن أوضاع المسلمين المزرية على عواتق خطبائنا الكرام. فهم مسؤولون عن أن يجعلوا روّاد منابرهم ومجالسهم، على دراية بما يجري حولهم من مآس ومصائب على اخوتهم، وان يثيروا فيهم الحماس وروح الاهتمام الوثابة التي تحفزهم على الانضمام الى قافلة العمل والجهاد في سبيل الله عز وجل.