responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 26

يحكموا. ولذلك نجد هذه المنهجية واضحة على مرّ التاريخ؛ فالحكم والسلطان لم يؤثرا على القيادة الروحية للامة، هذه القيادة التي تميّز بها الأئمة عليهم السلام ونوّابهم. فهم عليهم السلام أئمة، قاموا أم قعدوا، وهكذا الحال بالنسبة إلى من ينوبون عنهم، فهم قادة سواء حكموا أم لم يحكموا.

وهذه الحقيقة أكدتها الأحاديث الشريفة، ومنها الحديث المشهور الذي يقول:" الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا". [1] فليس ضرورياً أن يحمل الإمام أو مرجع الأمة سيف الحكم والفصل، فربما لا تسنح له الظروف بذلك، كما كان الحال بالنسبة إلى الغالبية العظمى من أئمتنا عليهم السلام.

نعمة القرآن

وبالإضافة إلى نعمة معرفة أهل البيت عليهم السلام فان هناك نعمة أخرى ينعم الله تعالى بها علينا خلال شهر رمضان المبارك، إلا وهي نعمة القرآن. فشهر رمضان هو شهر القرآن وربيعه؛ ففي طياته تلك الليلة المباركة التي هي خير من ألف شهر؛ أي أنها خير من ثلاثين ألف ليلة. وسرّ هذا التفضيل يكشفه لنا القرآن الكريم في قوله: (إِنَّآ أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) (القدر، 1). فهذه الليلة هي ذكرى نزول القرآن الكريم من السماء، حيث نزل كله جملة واحدة على قلب نبي الرحمة صلى الله عليه وآله وسلم في تلك الليلة المباركة. ولذلك فان من ضمن المظاهر الكبرى لعظمة شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن، هو انه ربيع القرآن، الذي فيه خبر من كان قبلنا، وعلم من يأتي بعدنا، وهو حكم ما بيننا. فمن جعله أمامه قاده إلى الجنة، ومن جعله وراءه ساقه إلى النار. وهو شافع مشفّع،


[1] - بحار الأنوار، ج 43، ص 291، رواية 54.

اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 26
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست