responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 21

كيف أن البركات والخيرات تنهمر على الناس كالغيث بمجرد أن يهل شهر رمضان المبارك، وهذا هو لون مادي من ألوان المائدة الإلهية، وهذه هي البركة الأولى.

نعمة المشاعر الخيرة

أما البركة الثانية التي تطفح على سطح هذه المائدة الربانية العظيمة، فهي نعمة وبركة العواطف والمشاعر الخيرة التي يتبادلها المؤمنون، حيث التعاطف والتراحم وانتشار المودة فيما بينهم، مما يعزز أواصرهم الأخوية في الإيمان. فالمؤمن الغني يحس من أعماق وجدانه بالحنان نحو أخيه الفقير، لان الله سبحانه شاء لهذا الغني بما فرضه عليه من الصوم عن الطعام والشراب، ان يشعر بألم أخيه الفقير الذي يبيت معظم لياليه جائعاً لا يجد ما يسد به جوعته وجوعة عياله واطفاله.

والأحباء يزدادون حباً لبعضهم، وكذلك الذين فرقتهم نزغات الشيطان بما بثت في قلوبهم من الأحقاد والبغضاء، لان مائدة هذا الشهر الفضيل تجمعهم على حب الله تبارك اسمه، فتنبذ الأحقاد، وتترك العداوات. ذلك لان النفوس تسمو عندما تجتمع في رحاب الرحمة الإلهية. فكم من العوائل والأقارب الذين فرقتهم توافه هذه الدنيا ومادياتها، جمعتهم رحاب رمضان وموائده الكريمة. ولعل صلة الأرحام التي هي مستحبة على الدوام، تزداد أهمية في شهر الله الفضيل، كما أكد على ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في خطبته عند استقبال شهر رمضان قائلًا:" وصلوا أرحامكم [1]"، إلى درجة ان قطيعة الرحم في هذا الشهر تعد ذنباً عظيماً، والبادئ بالوصل له سبعون أجراً كأجر البادئ بالسلام والتحية.


[1] - وسائل الشيعة، ج 7، ص 227.

اسم الکتاب : شهر رمضان بصائر و احكام المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 21
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست