responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 44

العظيم الذي خلقها ونظمها وأودع فيها ما يصلحها؟.

مَنْ أنا؟ ما هو دوري؟ ولماذا خُلقت؟ وهل الرب الذي تتجلى حكمته في تنظيم خلايا بناني بذات الدقة التي تتجلى في تنظيم تجمعات المجرات العملاقة .. هل الحكيم خلقني عبثاً ..؟ كلا ..

هنالك يهتزّ القلب لحقيقة المسؤولية، ويبصربنور العقل- أبعادها وآفاقها .. ويقول بلا ريب تردّد:

سبحانك اللِّم أَعِنَّي على نفسي .. إهدني سبيلي وعرّفني الهدف الذي خلقتني له، ووفقني لأداء أمانتك عندي، وَقِني عذاب النار.

كانت تلك رحلة العاقل من عمق صحراء الشك إلى ذروة حقيقة الإيمان وعنها يقول ربّنا سبحانه: (إنَّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب، الذين يذكرون الله قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم، ويتفكَّرن في خلق السموات والأرض ربنّا ما خلقت هذا باطلًا سبحانك فقنا عذاب النار، ربنَّا إنك من تُدخلِ النّار فقد أخزيته وما للظالمين من أنصارٍ) [1].

وتتموَّج المعارف في ذلك القلب المغمور بنور العقل كما تتموّج المحيطات عند أعتى الأعاصير.

هنالك يعرف العقل حقيقة الرسالة التي هي تجلِّيات الحكة الإلهية في ضمير الإنسان .. يعرف أن تلك القيم التي يدركها عقله، ويدرك أنها تتصل بضمير الكائنات، وبغيب الحياة، وروح الخلائق، إنها تفيض من غيب الربوبية، ومن وراء حجب ملكوته الأعلى ..

إنَّ التطابق والتكامل اللذين يجدهما القلب الواعي بين القيم العقلية التي يجدها في داخله ويشهد صدقها، ويرى حقائقها بلا حجاب ولا ارتياب، أقول: إن التطابق والتكامل بينهما وبين الحقائق التي تَشّر بها الرسالات، لأهمُّ دليلٍ وجدانّي على صدقها وصدق المبشّرين بها، والحاملين لها والمخلصين في الدعوة اليها.

إنَّ الحقائق الكبرى واحدةُ، يتّصل بعض أبعادها ببعضٍ كما تتّصل أشعة الشمس


[1] - آل عمران/ 190- 192.

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 44
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست