responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 29

من هنا يتبينَّ لنا أن تزكية العمل أهم من العمل ذاته، وهي لا تتحقق إلا بالتفكّر والتعقّل والابتعاد عن جوانب الهوى.

ويعود الإمام إلى بيان جانب آخر من هذه الحقيقة قريباً، حيث يوضح كيف أن طاعة الله لا تكون بغير العقل.

رابعاً: تطمئن نفس العاقل بموهبة العقل، وتثق بأحكامه وترضى بما لديه، ولا يحسّ بمركّب النقص، ولا يفتش عما يملأ فراغ نفسه من صخب الأصحاب والمردة، ومن ثروات الدنيا الزائلة.

بينما ترى الجاهل بالعكس تماماً، يعيش التردّد، فيبحث عمَّنْ يقلّد، ويستجيب لكل ناعقٍ، ويخشى من الانفراد بشيء، ويتوحش من الوحدة، ويجمع من أموال الدنيا أكثر من حاجته لعلّه يجبر بها نقص نفسه، وإحساسه بالضعف والخلاء.

لذلك كانت علامة قوة العقل الصبر على الوحدة، لأنّ العقل القوي يغُني صاحبه عن الأنصار والأصحاب.

(يا هشام! الصبر على الوحدة علامة قوّة العقل، فمَنْ عقل عن الله تبارك وتعالى اعتزل أهل الدنيا، والراغبين فيها، ورغب فيما عند ربه (وكان الله) آنسه في الوحشة، وصاحبه في الوحدة، وغناه في العيلة، ومعزَّه في غير عشيرة).

العقل وسيلة الطاعة

بالعقل نعرف الله، بالعقل نعرف الرسول والحجة، وكذلك بالعقل نطيع ربّنا ومَنْ لا ينتفع بعقله في اختيار الوسيلة المناسبة للطاعة لا يبلغ هدفه في ارضاء ربّه .. لماذا؟

أَولَيْست طاعة الله فرعَ معرفة أحكامه؟ أَولَيْس العلمُ هو وسيلة معرفة الأحكام؟

أَولَيْس التعلّم سبيلَ العلم؟ ولَكِنْ كيف يتعلّم مَنْ ضعف عقله، ولم تكتمل قوة عقله؟

والقلب المشحون بعواصف الشهوة والغضب، كيف تثبت فيه أحكام الربّ ..؟

والقلب المعتقل في سجن الكبر والأحقاد والحسد والحرص .. كيف ينفتح على رحاب الحقائق؟.

ثم العلم الإلهي لا يأتيك إلا عبر عالم ربّاني، وأنّى لك التعرّف عليه لو لم تكن

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 29
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست