responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 188

تركيبة الأعصاب تلك التي هي موضوع علم الفسلجة.

وبما ان العوامل المادية تؤثر في تركيبة الأعصاب وفي طرقة ادائها لوظيفتها فهي تؤثر في الفكر بطريقة غير مباشرة ذلك: ان اقتصاديات الجسم البشري لتنتظم حول جهازين يكمل أحدهما الآخر:

1- الجهاز الهضمي الدوري.

2- الجهاز العصبي العضلي.

وتتحول الطاقات (الطعام) بواسطة الجهاز الهضمي الى نوع من الوقود يسهل ايصاله الى انسجة الجهاز العصبي العضلي عن طريق الجهاز الدوري، ثم يطلق مصدر التنبيه الخارجي (ذبذبات الصوت مثلا-) الوقود المتخزن في الجهاز العصبي فتحدث الاستجابة، لذلك فرؤية الماء لا تدفع رجلا الى الشرب الا حين يكون عطشانا، كمالا بد من وجود حالة فسيولوجية خاصة قبل ان يدفع مجرد وجود رفيق الحيوان به الى محاولة التقرب الجنسي [1].

فالمنبه الخارجي انما يطلق الطاقات المختزنة، اما ذات الطاقات فهي آتية من الجهاز الهضمي التي بالرغم من تعرضها لعملية التصفية والتكرير عدة مرات فانها لم تزل تحمل بعض آثار الطعام التي راحت تؤثر في الاعصاب الخازنة للطاقات وبالتالي في طريقة عملها والتي تؤثر هي بدورها في الفكر.

ولهذا السبب يتأثر الجهاز العصبي بضعف الجهاز الهضمي، وبالتالي بسائر مناحي الجسم اذ ان الوظيفة السيكولوجية تنطوي دائما على عدد من اجزاء الجسم حتى عملية بسيطة نسبيا- كرؤية ضوء أخضر- تتوقف في حدوثها على سلسلة كبيرة من الحوداث التي تقع يف الشبكة والدماغ وعضلات العين [2].

ولعل التجارب التي اجريت على التعب تحمل الدلالة الكافية على ذلك، اذ ان التعب يمتص الطاقات المختزنة في الأعصاب حتى لا تكاد تبقي فيها طاقة تصرف في التنبه، ويقاس ذلك بطريقة القياس النفسي المشتملة على مثير واحد ذي تقديرات مختلفة في فترات العمل ويتدرج في القياس الذي يتكونبقدر الإمكان- من عشر خطوات


[1] - ميادين علم النفس/ ج 1 ص 438.

[2] - المصدر/ ج 1 ص 436.

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 188
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست