responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 128

الجاهلية، وظهرت فتن الضلالة، تصدى الأئمة عليهم السلام- لذلك ببيان مقام القرآن وضرورة العودة إليه ..

لنستمع إلى الحديث التالي:

يقول الحارث الأعور: (دخلت على أمير المؤمنينعليه السلام- فقلت: يا أمير المؤمنين! إنّا إذا كنّا عندك سمعنا الذي نسدّ به ديننا، وإذا خرجنا من عنك سمعنا أشياء مختلفة مغموسة ولا ندري ما هي؟ قال: أَوَ قَدْ فعلوها؟ قلت: نعم قال: سمعت رسول الله صلَّى الله عليه وآله- يقول: (أتاني جبرئيل فقال: كتاب الله فيه بيانُ ما قبلكم من خبرٍ، وخبرُ ما بعدكم، وهو الفصل ليس بالهزل، من وليه من جبار فعمل بغيره، قصمه الله، ومن التمس الهدى في غيره أضلّه الله. وهو حبل الله المتين، وهو الذكر الحكيم وهو الصراط المستقيم لا تزيغه الأهوية ولا تلبسه الألسنة، ولا يخلق على الرد، ولا تنقضي عجائبه، ولا يشبع منه العلماء، وهو الذي لم تلبث الجن إذ سمعته أن قالوا: (إنّا سمعنا قرآنا عجباً يهدي إلى الرشد) من قال به صدق، ومن عمل به أجر، ومن اعتصم به فقد هدي إلى صراط مستقيم، هو الكتاب العزيز الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، تنزيل من حكيم الكتاب حميد) [1] هكذا نرى حين شاعت الفتن وانتشرت الضلالة سارع الإمام أمير المؤمنين عليه السلام- إلى مقابلتها بالقرآن الذي يعصم الله به عباده من الفتن ويهديهم من بعد الضلالة والتيه!

2- واختلفت المذاهب وتناقضت الآراء على أصعدةٍ شتى وبعوامل مختلفة في الثقافة، والأدب، في الفقه والتشريع، في السياسة والاقتصاد. ولا، القرآن كان المصدمر التشريعي الوحيد عن أبناء الامة، فإذا كلّ فريق يختار من آيات الذكر ما يتناسب في زعمه ومذهبه بعد تأويلها حسب هواه .. ولوجود آيات متشابهة في القرآن تسمو على فهم أغلب الناس فقد درج أصحاب المذاهب لتأويلها حسب افكارهم ..

ولقد حذر القرآن الحكيم من ذلك وقال: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هنّ أُمُّ الكتاب وأُخر متشابهات، فأما الذي في قلوبهم زيغ فيتّبعون ما تشابهَ منه ابتغاء الفتنةِ وابتغاء تأويِلهِ وما يعلم تأويله إلّا الله والراسخُون في العلم يقولون آمنا


[1] - آل عمران/ 7.

اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 128
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست