اسم الکتاب : التشريع الإسلامي مناهجه و مقاصده المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي الجزء : 1 صفحة : 116
القياس عند الإمام عليعليه السلام-
ونختم حديثنا في هذا الفصل بحديث مفصل مأثور عن سيد الحكماء أمير المؤمنين عليه السلام- يصف فيه القائلين في الدين بالرأي والقياس، ويحدد لنا منهجاً واحداً لبلوغ أحكام الله وهو الرجوع إلى أئمة الهدىعليهم السلام-.
دعنا نتلو معاً هذه الخطبة الشريفة التي احتوت على جملة من أصول المعرفة في نهج الإسلام في المعرفة، وبالذات في فقه الشريعة.
1- نصائح عامة
بعد حمد الله، والصلاة على نبيه، وتحمَّل مسؤولية حديثه أوصى الإمام بالتقوى وبيّن أنها تصوت الإنسان من الهلاك، وقال:
(أمّا بعد فذمّتي بما أقول رهينة، وأنا به زعيم) هكذا بيّن أنه مسؤول عن كلامه، وهو يعي هذه المسؤولية لأنّ كلامه يرهن ذمته رهينة لا تنفك عنه حتى يكون كلامه صادقاً وهو زعيم وكفيل بما يقول:
وأضاف: (إنه لا يهيج [1] عن التقوى رّع قوم، ولا يظمأ عنه سنخ أصلٍ، يعني لا زراعة تفسد إذا أحيطت بسور التقوى، ولا تظمأ شجرة استقت من ينبوع التقوى لأنّ التقوى حياة الإنسان في الدنيا والآخرة.
وبيّن الإمام أهميّة اعتراف الإنسان بواقعه ومعرفة قدر نفسه حتى لا يضعها فوق