[الجزء الاول]
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين. والصلاة والسلام على محمد الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين.
قال الله سبحانه: وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ إِلّا رِجالًا نُوحي إِلَيْهِمْ فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [1].
وقال تعالى: وَ ما كانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً فَلَوْ لا نَفَرَ مِنْ كُلِ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ [2].
قال رسول الله (ص):
«.. وَتَقَرَّبُوا إِلَى عَالِمٍ يَدْعُوكُمْ مِنَ الْكِبْرِ إِلَى التَّوَاضُعِ، وَمِنَ الرِّيَاءِ إِلَى الْإِخْلَاصِ، وَمِنَ الشَّكِّ إِلَى الْيَقِينِ، وَمِنَ الرَّغْبَةِ إِلَى الزُّهْدِ، وَمِنَ الْعَدَاوَةِ إِلَى النَّصِيحَةِ. وَلَا يَصْلُحُ لِمَوْعِظَةِ الْخَلْقِ إِلَّا مَنْ خَافَ هَذِهِ الْآفَاتِ بِصِدْقِهِ، وَأَشْرَفَ عَلَى عُيُوبِ الْكَلَامِ، وَعَرَفَ الصَّحِيحَ مِنَ السَّقِيمِ، وَعِلَلَ الْخَوَاطِرِ، وَفِتَنَ النَّفْسِ وَ الْهَوَى» [3]
. وقيل للإمام علي بن أبي طالب (ع):
«مَنْ خَيْرُ خَلْقِ الله بَعْدَ أَئِمَّةِ الْهُدَى وَمَصَابِيحِ الدُّجَى؟ قَالَ: الْعُلَمَاءُ إِذَا صَلَحُوا» [4]
. وجاء في الحديث المشهور المروي عن الإمام الحسن العسكري (ع):
«... فَأَمَّا مَنْ كَانَ مِنَ الْفُقَهَاءِ صَائِناً لِنَفْسِهِ حَافِظاً لِدِينِهِ، مُخَالِفاً عَلَى هَوَاهُ، مُطِيعاً لِأَمْرِ مَوْلَاهُ؛ فَلِلْعَوَامِّ أَنْ
[1] سورة النحل، آية: 43.
[2] سورة التوبة، آية: 122.
[3] بحار الأنوار: ج 2، ص 52.
[4] بحار الأنوار: ج 2، ص 89.