بعد التعرّض للشورى يسرد لنا القرآن مجموعة أخرى من صفات المؤمنين التي تتكامل وصفة الشورى فيقول: وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ.
سواءً كان رزقاً ماديًّا كالمال والثروة، أو معنويًّا كالحكمة والعلم، فإنّ المؤمنين ينفقون منه في سبيل اللَّه، ومن أجل تقدّمهم جميعاً. ولا ريب في إنّ المجتمع البخيل الذي ينحصر أبناؤه في حدود أنفسهم ومصالحهم لا يستفيد من الشورى؛ لأنّ تبادل الأفكار والمعلومات والخبرات يستدعي تبادل المنافع، ودائماً يكون وراء مبادلة الخبرات التي تنفع اقتصاديًّا مبادلة للأفكار؛ إذ لولا حالة العطاء والكرم، وبالتالي الخروج عن نطاق الذات، لما أمكن الحوار مع الآخرين، ولعله لذلك جاء التأكيد القرآني على الإنفاق بعد الحديث عن الشورى.