responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(أحكام الطلاق و معالجة تفكك الاسرة) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 68

لزوجته: (أنتِ عليَّ كظهر أُمي) حَرُمَت عليه أبداً، وكان ينطوي هذا الحكم على ظلمٍ كبير للمرأة التي لا تُعاشَر آنئذٍ معاشرة الأزواج، ولاتسرَّح لتتزوّج من رجلٍ آخر.

لقد كان الظِّهار من العادات الجاهلية التي فتّت الكثير من الأُسر قبل بزوغ نور الإسلام، وقد تعوّد عليها المجتمع، وبقي إيمان الكثير بها إلى ما بعد إسلامهم، وحيث أراد الله لرسالته أن تكون بديلًا عن الجاهلية فقد نزل الوحي يدافع عن الأُسرة باعتبارها إذا صلحت وقويت كانت أساس بناء المجتمع والحضارة، ومن هذا المنطلق حارب القرآن فكرة الظهار، واعتبرها منكراً وقولًا زوراً، لا يبرره شرع الله ولا الواقع، فإن قول الرجل لزوجته: (أنتِ عليَّ كظهر أُمي) لايصيرها أماً له، (إنْ أُمّهاتهم إلّا اللّائي ولدنهم وإنّهم ليقولون منكراً من القول وزوراً).

وفي الوقت الذي تسفّة سورة المجادلة فكرة الظهار كما يتصورها الجاهليّون من المسلمين، بأنّها لون من الطلاق الدائم الذي لا تصح بعده الرجعة، تؤكّد هذه السورة بأن الرجعة ممكنة حفاظاً على كيان الأُسرة والمجتمع ورعايةً لعواطف الإنسان، ولكنها تفرض كفارةً عليه قبلها (تحرير رقبة، أو صيام شهرين، أو إطعام ستين مسكيناً)، وذلك لا يعني أن الإسلام يعتبر الظهار أمراً مشروعاً، إنّما أراد بذلك الوقوف أمام تأثّر المسلمين بالجاهلية من جهة، ودفعهم من جهةٍ أخرى إلى أخذ شرائعهم وثقافتهم من مصدرها الصحيح والأصيل، (ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ)، وما دون ذلك فهو صنيع الجاهلية الضالة الكافرة، والذي ينبغي الإستغفار منه، لأن الإيمان والعمل به يستوجب غضب الله وعذابه، (وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ).

والآية تعكس صورة عن مكانة المرأة في الإسلام، وأنّها مع الرجل على حدٍ واحد في علاقتها مع قيادتها الرسالة، تجادلها في حقوقها، وتشتكي عند المشاكل لديها، وتحاورها في مختلف القضايا والمواضيع، تستمع القول وتبدي

اسم الکتاب : الوجیز في الفقه الإسلامی(أحكام الطلاق و معالجة تفكك الاسرة) المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 68
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست