responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 59

وهكذا تسلسلت الاخطاء: الموجودات هي طبيعة الوجود، وطبيعة الوجود هي الموجدة لذاتها، وانتهى!

فعلينا إذاً ان نبحث اولًا عن الفرق بين الوجود والموجود، وثانياً المباينة في الصفات بين الوجود والخالق، واخيراً طبيعة الخلق لهذا الوجود.

وقبل ان ننطلق في رحاب هذه البحوث العميقة، ينبغي ان نتذكر عقولنا، ونثق بان اثارتها هي الوسيلة الوحيدة الى معرفة اعمق الحقائق الكبرى. فمن العودة الى العقل نستطيع ان نعرف حقيقة ذواتنا التي نجدها كالظلال المحددة التي يعود تحققها الى ما سواها، لاننا- باثارة عقولنا- نستطيع ان نفهم عدم امكانية الجمع بين المتناقضين، وانه لو كانت نفوسنا قائمة بذاتها، لكانت اقوى وأدوم مما هي الآن.

وباثارة عقولنا نستطيع معرفة مدى الصعوبة في الاهتداء الى سر الموجودات، والتي كانت هي العلة في ضلال الانسان عن هذا السر العظيم.

ذلك ان عقولنا تعودت على النظر في الامور الجزئية ذات الابعاد المحدودة، ولذلك فهي تقيس الاشياء الكبيرة بها.

إن الوجود الذي يقوم به كل شي‌ء وفي كل زمن، لابد ان تكون عظمته وسعة ابعاده سببين من اسباب غموضه على العقول الضعيفة.

لابد اننا نهتدي الى هذه الحقائق حينما نعصر انفسنا عصراً ونحاول الاحاطة علماً بسر الموجودات، والذي يعرضنا ايضاً لخطر التوهم،

اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 59
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست