responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 16

كذباً، فقال سبحانه إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى الله الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ‌ (النحل/ 116)

وكذلك أي تفسير لكلام الله المجيد لا نعلم يقيناً مطابقته للواقع يعد نوعاً من الافتراء على الله، لأنه يعتبر ضرباً من نسبة القول إليه دون التأكد من ذلك.

وكان في الأمة الاسلامية- ولم يزل- فريق يريدون استغلال الدين لمصالحهم الشخصية، او يستخدموه لإثبات اهوائهم المضلة، وهكذا يبدؤون بتفسير الآيات القرآنية حسب آرائهم الخاصة. إن هؤلاء يريدون ان يجعلوا كتاب الله تابعاً لأفكارهم فيحمّلونه مالا يحتمل.

وقد أراد الإسلام تطويق هذا الفريق، فجاء في الكتاب‌ هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ ءَايَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَاخَرُ مُتَشَابِهاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَآءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَآءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا الله وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ ءَامَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلآَّ اوْلُواْ الأَلْبَابِ‌ (آل عمران/ 7) [1]

هكذا وضح القرآن نوايا هذا الفريق الفاسدة ونهى- بشكل قاطع- عن تأويل القرآن للوصول الى الأغراض الفاسدة.

وجاءت الروايات تنهى عما نهت عنه الآية ايضاً، ولكن بتعبير آخر وهو" التفسير بالرأي" والذي يعني القول حسب الهوى الشخصي، وهو يقابل التفسير وفق الحق والواقع. وبالرغم من ان القول بالرأي‌


[1] سنتحدث- بإذن الله- عن المحكم والمتشابه في بعض الصفحات القادمة.

اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 16
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست