آخر يدين ثمود، لانها كانت تستطيع الافلات من قيود هذه السنة
الاجتماعية وتستجيب لنداء رسولها فلم تفلح، فعوقبت ودمدم عليهم ربهم فسواها.
والعقوبة ذاتها نابعة من التخيير في الاسلام، فلولا اعتقادنا بامكانية ثمود التمرد
على سنن الكون لما حسنت العقوبة ولا حتى الادانة.
وبعيداً عن تفسير الظواهر النفسية بالثنائية (الذات+ الموهبة) نتورط
في الفلسفات التجزيئية التي لم تستطع ان تعطي الإنسان وجوده المتكامل، واكثرها
تجرد الإنسان من حريته في اختيار السلوك الفاضل.
أ- فداروين يجعل مسألة التقدم البشري طبيعية الى درجة بعيدة، ويجعل
الكفاح من اجل الوجود وسيلة الإنسان الوحيدة نحو التقدم الطبيعي، ثم يربط بين
الشرور وبين مرحلة الإنسان، بحيث يكاد يقدس تلك الشرور ويعكس نظرية الخطيئة الاولى
في الديانة المسيحية، ولا نذيع سراً لو قلنا ان بناء العلوم الحديثة (والمرتبطة
بمعرفة الإنسان) قد قام على نظرية داروين ليس في اصالة الشر في طبيعة الإنسان فقط،
بل وأيضاً في جعل الكفاح من اجل الوجود الوسيلة الوحيدة لرقي الإنسان.
ب- وفرويد، يجعل الصفة الاعتدائية طبيعية في الإنسان متجاهلًا تماماً
صفة الرحمة فيه، بل يتطرف بالقول: إن اعاقة الاعتدائية على العموم شيء غير صحي.
ج- وتطرف فريق ذات اليمين، فلم يرَ في الإنسان أي شر اصيل، وقال: ان
الطبيعة الانسانية غير مصابة باية خطيئة اصلية غير الخطيئة