responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 12

ان الكفار والفاسقين اختاروا لأنفسهم العمى فلم يفتحوا أعينهم على النور المبين، وعملوا المستحيل في سبيل حجب النور الباهر عن التسرب إلى قلوبهم، خوفاً من امكانية تأثرهم به وتنورهم بشعاعه الكبير.

لقد كان الكفار يتواصون بهذه المقولة التي نقلها القرآن الحكيم عنهم وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْءَانِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ‌ (فصلت/ 26) انهم كانوا يحذرون من النور ويتهربون منه.

لقد جاء أحدهم الى الرسول يسأله عن قرآنه فلما تلا النبي صلى الله عليه وآله بعض آيات الكتاب، صعق الرجل وشدّ على فم الرسول بيده، وقال: أناشدك الله والرحم إلّا سكتّ (!) ثم تولى إلى قومه قائلًا: انه سحر يؤثر!!

انه لم يستطع الصبر على تيار النور الذي كاد يلف قلبه، لذلك اسكت النبي وتولى هارباً.

ان المطلوب من الإنسان الانفتاح على القرآن واستماع آياته بتدبر وتجرد. وعندئذ سوف يجد المرء كيف تحدث المعجزة؟

لقد حاول رجل مجرم أن يتسلق جداراً لينهب المال ويغتصب النساء، فسمع صوتاً ينبعث من داخل البيت، ويتلو هذه الآية أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ الله‌ (الحديد/ 16)

فاستمع إلى الآية بضع ثوان، ثم انفجر باكياً وقال: بلى آن ذلك الوقت الذي يخشع قلبي القاسي لذكر الله وما نزل من الحق، بلى آن، فهبط من الجدار وتولى بوجهه شطر مسجد، واعتكف فيه إلى الأبد.

اسم الکتاب : بحوث في القرآن الحكيم المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 12
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست