1- قلنا العقل موهبة. وهو نوعان؛ حكمة وعلم، وفصلنا القول عن الحكمة
وما هي وما هو المنهج القرآني المتبع في سبيل بلورتها في النفوس. بقي علينا معرفة
الجانب الثاني من موهبة العقل وهو الجانب العلمي.
وتتلخص نظرة القرآن فيه ان للانسان مقاييس علمية، يستطيع بها معرفة
الاشياء. هذه المقاييس غير مكتسبة، بل انها مواهب مقدرة رغم انها خاضعة لمشيئة
الانسان كأية موهبة اخرى فيه، فالعين خاضعة لمشيئتك ولكنها في اصلها موهبة إلهية
عليك. وقد يزيد العقل بالعمل إلّا ان ذاته موهبة.
وتهدينا الى ان العقل موهبة وليس بمكتسب
اولًا: فطرة كل فرد منا إذ نحن حين نعلم شيئاً نستطيع ان نعرف سبب
علمنا به، فمثلًا حين نعلم بوجود مكة المكرمة، نعرف ان علمنا بها آت