responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85

جيل يوصي خلفه بالتباعد عن هذا النبي الكبير وعدم الانصياع لتعاليمه، إلا أنه صمد وصبر واستقام.

ولم يكن هذا الشأن مختصاً به وحده، بل كان هذا شأن سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. فحينما نقرأ سورة هود المباركة نجد نماذج كثيرة للصبر والاستقامة، وأن جميع هذه النماذج انتهت إلى النصر المؤزر من السماء لاولئك الرجال الربانيين الصامدين.

ومن قوله سبحانه (فَاسْتَقِمْ كَمَآ امِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا) نعرف أن الاستقامة أمر صعب جداً، حتى لاولئك المؤمنين المحيطين بقيادة الرسالة السماوية. فقد روى التاريخ لنا أن منهم من كان ينهار في بدء المسيرة ثم يعود تائباً ملتحقاً بالمسيرة من جديد. بل ومنهم أيضاً من كان ينكص على عقبيه مولياً شطر الشيطان، والعياذ بالله.

وفي إطار بناء الحضارة، يأمرنا ربنا العلي العظيم بالصبر والاستقامة أيضاً، لأنه حينما يأمرنا بإعمار الأرض نجده يبين لنا في آية اخرى‌ (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً* إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) [1] أي أننا حينما نواجه المشاكل لابد لنا من أن نعرف ونطمئن إلى وجود حلّين أو حلول لكل مشكلة، كما جاء في تفاسير هذه الآية الكريمة.

وفي مجال الحياة الشخصية، يقول ربنا تبارك وتعالى أيضاً (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ) [2] باعتبار كون التقوى تمهد الطريق نحو الفوز والنجاح.


[1] الشرح/ 5- 6.

[2] الطلاق/ 2- 3.

اسم الکتاب : في رحاب القرآن المؤلف : المدرسي، السيد محمد تقي    الجزء : 1  صفحة : 85
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست