عوامل الضغط. فحينما نقرأ القرآن بعمق ونستوعب آياته الكريمة، فإننا
نزكي أنفسنا ونعلمها ونصلحها، وهنالك نتجاوز حالة الشك والريب، ولذلك يقول ربنا
سبحانه وتعالى في سورة البقرة (ذَلِكَ الكِتَابُ لَارَيْبَ فِيهِ
هُدىً لِلمُتَّقِينَ)[1].
لأن القرآن الذي أُنزل لمواجهة الريب، قد وضعت فيه القدرة على إزالة
عوامل الريب والضعف والانبهار بالآخرين، والأفكار الدخيلة التي يتعرض لها المسلم،
فيدعوه إلى التحرر من تقليد الآباء والتقوقع على تقاليدهم، كما يحرره من ضغوط
الشهوات، ثم يثير عقله ويضيئه ويضع أمامه المنهج الصحيح للتفكير.
فالله جل جلاله يقول (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ
الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ
هُمْ أُولُواْ الالْبَابِ)[2] فهو يزود
الإنسان المسلم ببرنامج عظيم؛ يدعوه إلى إزالة الحجب، وضغوط الشهوة والعقد النفسية
في إطار اتباع الحق.
وليُعلم إن الخلاص من الريب، يعني الوصول الى الهدى ومن ثم الوصول
الى التقوى، لأن جوهر التقوى هو المعرفة بالله وبالجزاء، وهو الإيمان بالغيب
وبالآخرة وبالرسل وبالحق.
وجذوة القول هي: أن اقترابنا من القرآن يعني ابتعادنا عن الشك
والريب، لأن القرآن ذاته كتاب لا ريب فيه.